كتاب أخبارنا

ملكٌ عظيم … وولي عهدٍ تاريخي

قرنٌ ونيف مضَت على قيام مُلك الآباء والأجداد بين انتصارات ونكسات، ورث هَمّ استعادته ورفع لواء مجده الملك المؤسس/عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود”طيب الله ثراه” لكن هذه المرة كان لتثبيت أركانه وجعله نموذجاً تتناقله الأخبار وتفاخر به الأجيال ليدخل التاريخ كإنجاز يعلو بين أمم الأرض.

وما أن إستقرت الأوضاع بانتهاء فترة التأسيس لدولة عظيمة إجتماعياً وجغرافياً وروحياً حتى بدأت تسابق الزمن لصُنع أمجاداً أخرى لكيان عصري يباري وينافس أقرانها من الشعوب المتحضرة، وقد حمل الأمانة أبناء المؤسس من بعده واحد تلو الآخر ليضع كل منهم نهجاً للمستقبل مدعوماً ببرامج تنفيذ تحققت في أوقات قياسية شهدها القاصي والداني آخذه في الإعتبار التطلع إلى مسايرة الزمن والمحافظة على الموروث.

وقد كان لكل عهد من عهود الملوك المتعاقبة سمات مميزة يُسلّمها السلف ويُطورها ويبني عليها الخلف.. إلى أن وصلت لاحقاً ليد سلمان الحزم، سلمان العزم،سلمان الفكر، سلمان العدل الذي شاء بعد مشيئة الله أن يواجه كل العوائق والعقبات التي تسببت في تعطيل بعض محطات التنمية ردحاً من الزمن.

سيُسطّر التاريخ قريباً ومستقبلاً أن سلمان بن عبدالعزيز صنع في سنوات قليلة فتحاً جديداً لحكم تليد آخذاً بلده إلى الشموخ والريادة بين بلدان العالم المتحضر، كيف لا وهو من أسند تلك المهمة إلى شبله وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لينهض بها الضرغام كما فعل جده وأعمامه ووالده.
لم يكن محمداً بالفطرة والسلالة(فقط) لهذه المهمة العظيمة بل كان لها كذلك شاباً متوقد الذهن، عالي الهمة، بعيد النظر، لايعرف المستحيل ولا يرضى بغير التميز، تجده بين شعبه يتلمس إحتياجاتهم وبين جنوده يشاركهم إنتصاراتهم وفي المصانع يشكر جهودهم. يزور بلدان العالم ليجلب الخير لأمته ووطنه يستقبل الخبراء، يستقطب العلماء، يناقش هنا ويفاوض هناك دون كلل أو ملل يرسخ مفاهيم الإنفتاح ويوصد أبواب الإنغلاق والتعنصر والإقصاء والغلو.

ومع هذا كله ترك الشاب الطموح الكثير من بروتوكولات الملوك والأمراء واختار أن يكون قريباً من الشعب الذي يمثل ثمانون بالمائة من أفراده شباباً يماثلونه في العمر فأحبهم وأحبوه وتعلقوا به مشاركاً لأحلامهم راسماً لمستقبلهم محققاً لآمالهم.

لم يكن محمداً بمثل تلك الصفات(فقط) لأنه سليل ملوك بل أيضاً لأن الأقدار إختارته كما اختارت آبائه لقيادة بلد عظيم بعظمة رجاله وكريم بخيرات ترابه ونقي بطهارة مقدساته فكان “على قدر أهل العزم تأتي العزائم”.
.
لكم منا أيها القادة العظام لكم منا أيها السادة الكرام كل العهد وكل الولاء بأن نبقى عيون ساهرة وقلوب نابضة نحمي ونبني معكم وطناً حباه الله بحكمكم، وأعزه وشرفه بأن جعلكم خداماً لبيته جل وعلا ولتراث وسنة نبيه رسول الهدى، فهنيئاً لكم بريادة وقيادة أرض كرمتها السماء وشعب أنجب الأنبياء وغداً يُشرق بالرخاء.
.
سيروا على بركة الله وتوفيقه.
عقيد متقاعد
عبدالله بن أحسن بن سلطان بن منيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى