كتاب أخبارنا

الوفاء ورد الجميل..

 

قصة قصيرة رويت لي بلسان صاحبها عندما سألته لماذا تريد السفر كلما جلست تحدثني وكأن لا هم لك في هذه الحياة سوى أن تسافر …!

قال لي : –

أنا يا أخي الفاضل كنت أدرس الطب باليمن وكنت بأولى السنوات الجامعية وكان لابد من دفع تكاليف الدراسة الباهضة الثمن والتي لم نتمكن من دفعها بسبب ظروف مرت بنا تلك الفتره كانت أقوى من إرادتنا …!

وبسبب الفقر و الحاجة كان لابد لي من العمل وبما ان العمل باليمن غير مجد فقد قررت العمل بإحدى الدول .

وصلنا هناك مع مجموعة كبيرة من اليمنيين بواسطة صديق لنا ولم أكن أفكر سوى متى هو تاريخ عودتي لليمن وإكمال دراستي ..؟

وفي اول ليلة وضعت رأسي باحثا عن النوم
كأن هناك من يوقضني ويخبرني أن حلمي لن يتحقق بوجودي هنا .

فكرت ملياً ولكن لا قوة ولا قدرة لاكمال دراستي سوى بالبقاء وجمع مبلغ الجامعه بالإضافه لقوت أهلي الذين تركتهم خلفي ليواجهوا قدرهم في الحياة بدون إبنهم الذي شمر عن ساعده لبدأ حياته وإرساء قاربهم على الساحل الآمن ….

خاطبني قلبي ألف مره وكانت النتيجة التي
( لم تتغير في كل مره يسأل ) :-
لن تكون حياتي سوى كما رسمتها وكما يتمنى أبي أن تكون …

وفي صباح ذات يوم قام الشخص المسؤول عنا بسؤال ذلك الصديق
من هذا …؟!
فأخبره بكل إعتزاز
هذا طبيب يمني يجاهد لنيل الشهادة ولكن أعاقته مصاعب الحياة عن إكمالها ولهذا هو هنا يا سيدي .

خرج ذلك المسؤول واخبر الرجل ان تعال وصاحبك الليله إلى بيتي لتناول العشاء

وبالفعل حضر كليهما وكان السؤال الأول لذلك الطبيب الحالم !
كم ستكلف دراستك والنيل على الشهادة ؟

وبحسبه بسيطه وبزيادة المصاريف الخارجية كتب ذلك الرجل شيك بكامل المبلغ وقال له :-

إرجع يابني وأكمل ما بدأت .

رجع ذلك الطبيب الناجح واكمل دراسته بالفعل وليس لديه حلم سوى زيارة ذلك الرجل الذي لم يعرفه جيداً سوى انه رجل نبيل

هذا الطبيب الجميل والزميل الخلوق متواجد في مستشفى بنجران ولا حلم لديه الان بعد حصوله على شهادة الطب سوى السلام على ذلك الرجل الذي خُلق من رَحِم الإنسانية

عارف الصقور

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الوفاء من. شيم الكرام وهل جزاء الاحسان الا الاحسان في الاغلب تحكم الفطرة فينا اشياء كثيره الا اننا نقودها او نحرفها تلبية لمقاصد اخرى لان حب الخير في كل نفس جبلة وفطرة من الخالق

زر الذهاب إلى الأعلى