كتاب أخبارنا

الحسين أعظم ثوار التاريخ

 

يخضع كل فعل لمعيارين اثنين :
المعيار الأول : درجة المقارنة بينه و بين فعل آخر من ذات الفاعل في مقدار الكمال .
المعيار الثاني :
المقارنة بين فاعله و فاعل نظيره في درجة التكامل .
ومن هنا فثمة ارتباط بين الفعل والفاعل يرتقي بالفاعل حتى يصل لفضل الفعل ويجاوزه “فاعل الخير خير منه وفاعل الشر أشر منه” الإمام علي بن أبي طالب “ع “.
في هذا الصدد سأتناول الإمام الحسين عليه السلام الثائر وثورته مبينا مقدار التفوق الذي جعل من الحسين رمزا استثنائيا فاق رمزية الثورة بتفاصيلها في أعظم تجلياتها.
فقد جاوز الإمام الحسين الثائر كل معنى للثورة متفوقا بكفة راحجة شمولا من جهة وخلودا من جهة أخرى .
و هنا سأوجز عبقرية الإمام الحسين في فلسفات ثمان آخذا بالاعتبار التسلسل الزمني من الأقدم للأحدث فالخالد.
أولا :
فلسفة القضية
ارتبط الإمام الحسين عليه السلام بثورته التى التزمت بتحقيق كل أهدافه التي كانت كل أوامر الله ونواهيه دون إخلال أو تقصير. كان الحسين قضيته لأن قضيته كانت تحتاج الحسين بل كانت الحسين دون حاجة لغيره.

ثانيا :
فلسفة القاعدة الأم
لم يكن خروج الإمام الحسين خروجا عن القاعدة بل كان إخراجا لكل كسر يشذ عن القاعدة. قاعدة “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا “.
ثالثا:
فلسفة الإباء
كان الإمام الحسين معجزة الإباء وهو يختزل رفضه في مقولته الخالدة “هيهات منا الذلة” وما كان استعماله لفعل لا يتصرف إلا تعبيرا عن استحالة الخنوع والركوع .

رابعا :
فلسفة الانتصار
يقاس الانتصار – كما أرى – بمقياسين :
عمق الانتصار رأسيا  وظل الانتصار أفقيا .
و قد كان كذلك بامتداديه بغض النظر عن مادة الغلبة ولحظتها .
ففي كربلاء كان الانتصار عميقا بجلال مبدئه وارفا بعظيم قيمته . امتد من يومه حتى اليوم وإن كان الثمن الحسين وأهل بيته . لقد كان انتصاره عمقا وظلا. الانتصار الذي أعاد للإسلام الخلود وأبقاه الدين الخاتم .

خامسا:
فلسفة التبعية
باختصار
انضوى كل أحرار الدنيا تحت راية الحسين  ينشدون النصر ويستسلون سيف لسانه الخالد “هيهات منا الذلة ”

سادسا:
فلسفة الحزن
يشبه الحزن لحظتي الانكسار والانهيار مجازا وحقيقة. بيد أن الحزن على الحسين هو الاحتواء لكل جميل بأجمعه والانتماء لكل طاهر بأكمله.

سابعا :
فلسفة الخلود
تكمن فلسفة الشهادة في سرمدية الخلود إذ يولد الشهداء عتقاء الموت .
” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون “.

ثامنا:
فلسفة الحب
ترتقي عواطف عشاق الحسين كحجيج الضياء يتساقطون على شمس خلوده أو كفراشات تتهاوى في أكفان النور “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى