ليلة حفل خالد عبدالرحمن في نجران وهروب الطائر !

‏

ياطائري الحزين اصدح لنا
‏من خلف جدران الدجى والعذاب
‏غن فقضبان الحديد التي تسد في وجهك رحب الفضاء لن تحجب الغناء عن سمعنا
‏ياطائري غن فدرب الرجاء
‏مازال يمتد مشع الضياء
‏رغم انطباق الليل من حولنا
‏•فدوى طوقان

‏عشرون الف تقريباً هو عدد الحضور في حفل خالد عبدالرحمن الذي أقيم قبل أيام في منطقة نجران وهو عدد يوحي بمصداقية احد الصحف التي أعلنت الخبر ، انا لا أملك حقيقة شيء يثبت كم هو هائل عدد الحضور ولكن ما شاهدته بعيني يكفي أن أقول ذلك و انه لم يكن بالحضور الخجول ابداً لكن المذهل حقاً أن الفئة العمرية للحضور هم من فئة الشباب الذي لم تتجاوز أعمارهم الثمانية عشر والثلاثين على أقل تقدير.

وهذا الحضور الشبابي الطاغي والمذهل الممتلىء بلحياة والحركه والتواق لكل مافي الحياة من أمل ، يؤكد لنا أننا بحاجة ماسة جداً لرفع مستوى حقه في الخدمات في كل محفل، وحقه في رفع مستوى الترفيه، وحقه في ورفع مستوى الوعي والذوق العام لما يحتاجه كل مواطن يتطلع لرؤية ٢٠٣٠ ، لن أتحدث عن المأساة والكارثة التى شاهدناها على أرض الواقع من الشركة المتعاقده مع هيئة الترفيه بنجران في تلك الليلة و التى أستهانت بحق الفنان قبل جمهوره ، الذي خرج من جلباب أبيه في لحظه وردد بصوت واحد يرفض المهانة .

ولن أتحدث عن تلك الرسائل التى أنتشرت قبل أقامة الحفل في وسائل التواصل الأجتماعي ممن وكلو انفسهم بالنيابه والتحدث بلسان عشرون الف لا عفوا ! بلسان البشر اجمع في المنطقه ، وفرض سلطتهم على حرية التعبير عن رائيهم وخصوصيتهم وكأن هناك مؤامرة كونية تحاك ضدهم بأسم الدين والأخلاق وكأنهم بعثو برسائل قدسية خاصه بهم من السماء لتحذير البشر من الحضور في تلك الليلة.

في رأيي الشخصي وفي السنوات الأخيرة تحديداً ، أصبحنا مجبرين على أن نعيش مأساة أخرى حقيقية ، أكاد أجزم أنها أشد خطراً وتهديداً لهذا الجيل ، صحياً قبل كل شي لتصيبه بالصمم والتسطيح الفكري هذه المأساة اسمها ( الشيلات ) ودعوني أعدد لكم بعض مزايا ( الشيلة ) نوع من أنواع الغسيل الدماغي ، صوت حاد وضخم كأنه يخرج من أ نبوبة غاز صدئه يسرع في ثانية وينفجر في ثانية .

‏وفي تلك الليلة التي أحتجنا فيها خلق بديل حقيقي يعيدنا للطرب والفن والأنسانية ويواسي أرواحنا المتعبة ، انطفاءت الأنوار وطار العصفور من قفصة .

‏