كتاب أخبارنا

في الـ مشهد (ين)……..

 

في مسجد المشهد كانت قصة لمشهدين :

نبيل ترك راحلته عند المغيب، صرف نظره عن كل الضجيج، متوجهاً لله الحق المجيب،

لم تعطله تجاره، ولم تمنعه الخفارة، ولا حتى سواليف الحارة، عن لقاء العلي المبين.

لأيام البيض “صائما” وفي حرم مسجده “آمنا” ولصلاة المغرب قائماً قانتاً، راجياً إجابة السميع البصير.

وهناك : هالكٍ قدماه بالكاد تحمله.. دقات قلبه تتسارع..يسير متلعثماً مرتبكاً..يخبئ في أحشائه مُفجراً..

تملكته الرهبة والخوف فزعاً.. وإزداد رعباً كلما تقدم..ترك فرض ربه..ونسي ذكره.. لا يعلم ماهو مصيره.. وإلى أين..!

عند باب مسجد المشهد ..التقى صاحبا المشهدان حيث شهد باستشهاد الشهيد وصادق على هلاك الغرّ الحقير.

الأول نال الشهادة..وفاز بالسعادة..وأنقذ من كان معه في الجماعة.
وصاحب الغمامة.. وقع في شر أعماله
..فصار أشلاءً كالقمامة،

الأول رحل رجلاً عزيزاً، لا ينتظر فخراً ولا ذكراً، فصارت له الرحمة حلاً
والآخر كان أحمقاً.. عن وعيه غائباً، وفي حياته ضائعاً، فحلته اللعنة غُلّاً.

لم تكن ليلة البارحة غريبة أو مفزعة لنا في نجران لأننا اعتدنا على ما هو أصعب وأقسى، ولأننا كنا ننتظر وقوع مثل هذه الأعمال الجبانة التي تستحي النساء أن تفعل مثلها.

من يعتقد أن عز الإسلام سيكون في تفجير مسجد فهو ساذج، ومن يعتقد أن الشجاعة في التستر خلف عباءة سافر، ومن يرى أننا بلا إسلام فهو كافر.

رحم الله شهداؤنا القاضين، ولعن الله المعتدين الآثمين.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى