غير مصنف

نجران تفتخر

الكاتب : عقيدم / عبدالله بن أحسن منيف

الكاتب: عقيد م / عبدالله بن أحسن منيف

وها هي يد الغدر التي لا تجرؤ على مواجهة الرجال مستمرة في جبنها بقتل المصلين حينما يكونوا بين يدي الله .. تباً لكم حين ظننتم أن في إختياركم جامع (المشهد) بمنطقة نجران نيلاً لم تنالوه في غيره من بيوت الله في مناطق المملكة الأخرى.

إنها نجران التي ما أن تُبتلى حتى تجدها سّباقة في تقديم الدروس تباعاً بالعمل لا بالضجيج.

أربع وقفات سأكتفي بذكرها ليعلم الخائنون إلى أين هم سائرون في وهمهم وإلى أين سينتهي مآلهم.

الوقفة الأولى: لم يكن أحد من شهداء الجامع أو جرحاه هاربٌ من الموت في لحظة المواجهة بل كانت الأثرة على النفس هي الحاضرة لينال الشهادة من سبق بالتضحية حاميا ً من خلفه .. ولم تكن الدموع التي سالت لفراق الأحبة دموع هزيمة بل كانت بيارق شموخ تصعد مع أرواح كُتبت لها الجنان بإذن الله وتلف جراحاً لا تبرح عنها حتى تطيب.

الوقفة الثانية: لم يكن المصلين في المسجد أو أسرهم هم المعنيون بما حدث فقد خرجت نجران بقضّها وقضيضها تُقدم العون للمصابين بآلافٍ من شيوخها وشبابها الذين جاؤوا للتبرع بالدم لإخوانهم الجرحى فكان تلاحماً لا يستغربه إلا من لا يعرف نجران وأهلها.

الوقفة الثالثة: إستشعار مسئولية الأمن – فمنذ اللحظات الأولى لسماع خبر التفجير الآثم إستنفر الأهالي في قراهم وأحيائهم ليكونوا جنباً إلى جنب مع رجال الأمن في تيقّظٍ مسئول يجسّد معاني التلاحم بين السلطة والمواطن بما يجعل المارق دوماً في حال من الخوف والترقب والإستسلام.

الوقفة الرابعة: برغم ما تمر به نجران من ظروف يعلمها الجميع فقد كانت جهود الأجهزة الرسمية حاضرة في الموعد يقودها رجل المنطقة الأول – صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد بوقوفه على موقع الحدث وزيارته للمستشفيات وتوجيهاته للجميع بتقديم الرعاية والعناية ليُضاعف من الجهد ويزيد من التيقّظ. ثم مواساته بتقديم واجب العزاء لذوي الشهداء وأسرهم مؤكداً على أهمية الوحدة الوطنية والوقوف صفاً واحداً في وجه قوى’ الشر والضلال.

إنها نجران التي ما فتأت تقول لمن أراد أن يغدر بالوطن:

أنا بعد الله : الدرع الحصين وأنا الجبال الشم وأنا الشوكة في حلق كل معتدٍ أثيم.

أدعوا معي جميعاً : رحم الله الشهداء وشفى الجرحى وحفظ الوطن من كيد الكائدين وشرور العابثين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى