كتاب أخبارنا

رسالة حضارية ثقافية من آثار نجران لمعالي مدير الجامعة

 

بعد رؤيتنا للجامعة في معرض الآثار في نجران والمصاحب للملتقى الأول لآثار المملكة العربية السعودية تجددت طموحاتنا وأستبشرنا خيراً بأن يكون عهداً جديداً وصفحةً جديدةً تفتحها جامعة نجران لتحقيق واحداً من أهم متطلبات منطقة نجران وهو تأسيس قسم آثار في جامعة نجران.

 

علم الآثار أحد العلوم الإنسانية الهامه التي تقوم بدراسة المخلفات المادية للإنسان بإعتبارها وثيقة حضارية يعتد بها في دراسة التاريخ الإنساني. علم الآثار كمنهج علمي بفروعه الرئيسية آثار ماقبل التاريخ وآثار العصور التاريخية، يهتم بآثار الإنسان القديم كالعماره و الفنون و الكتابات القديمة والرسوم الصخرية بغرض دراستها والتعريف بعناصرها الحضارية وتاريخها الثقافي والمحافظه عليها سواء بحماية مواقعها أو حفظ معثوراتها في المتاحف بإعتبارها إرث إنساني وطني.

 

نجران في دحضه وشعب بران والمتبطحات وعروق المنخلي وثار وحما والأخدود و جبال الكوكب والقاره والذروا وغيرها شاهد حي على التاريخ الإنساني ومنبع غني بالتراث الوطني الثقافي، لذا المطالبه بتأسيس قسم آثار في جامعة نجران هي فرض علمي ثقافي حضاري وطني يدعمه عدد من المسوغات ومن أهمها:

 

• أن الهيئه العامه للسياحة والتراث الوطني كجهه مسؤوله تشرف على آثار وطن بحجم قارة لا تستطيع إلا أن تقوم ببعض المسوحات والدراسات الأثرية للتعريف بالمواقع الأثرية وتسجيلها في قاعدة بيانات التراث الحضاري الوطني، أما الأبحاث الأكاديمية والدراسات الأثرية المتخصصه فهو دور الجامعات وجامعة نجران هي المسؤول العلمي الأكاديمي عن آثار نجران الذي تحتاج الكثير من الأبحاث والباحثيين لهذا الحقل العلمي الخصب بمقدراته الأثرية المتعددة والمتنوعه.

 

• تسعى الدوله لنشر الوعي بأهمية المحفاظه وحماية آثار المملكه وتعزيز الإرتباط بالهوية الوطنية، وجامعة نجران منوط بها دور تعليمي تثقيفي مهم لتأهيل كوادر محليه واعية بأهمية الحفاظ على تراث الوطن وربطه بهويته الوطنية الضاربة جذورها في عمق التاريخ مما يخلق لدينا مجتمع مستقبلي واعي يشكل سد منيع في وجه كل عابث بمكتسبات المملكة الحضارية.

 

• يحتاج قطاع الآثار في المملكه لكوادر وطنية مؤهله لإدارة المواقع الأثرية والمتاحف ووجود قسم الآثار في جامعة نجران يستطيع من خلال مخرجاته التعليمية أن يصقل مهارات شباب الوطن ليكون قادر على تلبية هذا الإحتياج.

 

• تعاون جامعة نجران مع الهيئة العامه للسياحة والتراث الوطني والمشاركه بأبحاثها وإكتشافاتها وكوادرها المتخصصه في مجال الآثار سيسهم بتنمية السياحه الأثريه في المنطقه ويوفر فرص إستثمارية إقتصادية جديدة تدعم رؤية المملكه الطموحه  2030.

 

أتمنى أن لا نجد تبريرات بأن جامعه نجران تأسست لتواكب التقدم العلمي بالتركيز على تخصصات كالطب والهندسه والحاسب و الأقتصاد المنزلي وغيرها، فالجامعات الأكثر تقدما في العالم يميزها أيضا وجود قسم آثار فيها وليس إقتصاد منزلي؟ فجامعات مثل: Cambridge, Oxford Leiden, Harvard وغيرها لا يمكن التحدث عن إنجازاتها إلا ويذكر من بينها ماتقدمه في مجال الدراسات الأثرية ومتاحفها العريقه. بل أنه وكما سبق الإشارة لحاجة الهيئه لرافد أكاديمي لدعم البحوث والإكتشافات الأثرية في المملكه نجدها تستعيين ببعض تلك الجامعات.

 

يا جامعة نجران إن لم يقنعكم أهمية دراسة الآثار بسبب إنشغالكم في المجالات العلمية الأخرى فهل تكون مشاغلكم التي ألهتكم عن الإهتمام بآثار نجران أكثر من مشاغل خادم الحرميين الشريفيين الملك سلمان بن عبدالعزير حفظه الله الذي بالرغم من إنشغاله بحكم مملكه مترامية الأطراف وإصلاح داخلها والتعامل مع المشاكل خارجها، كل تلك المشاغل لم تغيّبه أو تشغله عن الإهتمام بآثار الوطن فها هو رجل الآثار الأول يتقدم كل المهتميين بالآثار ليرعى ملتقاهم الأثري الأول وقبل ذلك يرعى ويقدم جوائز التشجيع للباحثين في الآثار.

 

يا جامعتنا القديره الله يعلم أنه وبالرغم من سعادتنا لوجودك”الشكلي“ بجانب آثار نجران كأول مره منذ تأسيس صرحكم العلمي، إلا أنه أحزننا عدم تواجدكم علماً وعملاً في بحوث وأعمال ميدانية كمؤسسه علمية من خلال قسم آثار متخصص وأساتذه متمرسين في الحقل البحثي الأكاديمي. تأسيس قسماً للآثار في جامعة نجران من شأنه أن يرفع من أسهم الجامعة العلميه في ترتيب المراكز البحثيه كما هي جامعة الملك سعود وقسم الآثار فيها تعد أحد المراجع الأولى لمراكز بحوث الآثار في الوطن العربي، لذا كان تواجدها في الملتقى الأول لآثار المملكه كشريك علمي.

 

دعم دراسات وأبحاث الآثار، حمايتها ونشر الوعي المجتمعي بأهميتها، تأهيل كوادر بشرية متخصصه، المشاركه في الصناعه السياحيه كل ذلك أمثله تدعم مطالبنا بتأسيس قسم الآثار نأمل أن يكون أول عناوين صفحة الجامعة الجديدة التي يقودها معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور فلاح بن فرج السبيعي حتى تحظى الجامعه بمكانتها بين قريناتها من الجامعات المؤسسه في مراكز حضاريه أخري مثل الرياض وحائل وجيزان.

 

فليكن قدوتكم في الإهتمام بالآثار رجل الآثار الأول في المملكه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله.

 

المحاضر بقسم الأثار في جامعة الملك سعود ، محسن بن هادي اليامي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى