كتاب أخبارنا

التعليم المتمايز : بين الواقع والمأمول ..

لماذا التعليم المتمايز ؟ 
عندما نبحث عن استراتيجية تحقق للمعلم رغبته في توحيد نتاجات التعلم والوصول إلى الأهداف بصورة خطية وبمستوى واحد لجميع الطلبة فإن أفضل منهجية علمية هي منهجية التنظيم وفقا للتعليم المتمايز، ان استراتيجية التعليم المتمايز لا يقصد بها استراتيجية لذات التعليم وإنما التنظيم المناسب للتعليم وبالتالي التعلم لطلبة الصف وفقا لخصائصهم (من أنماط التعلم –الذكاء –القدرات والإمكانات –الثقافة وغيرها).
إن المعلم لكي يقوم بذلك ابتداء، عليه تعلم هذه الخصائص ودراستها أكاديميا حتى يتمكن من تشخيص دقيق لهذه الخصائص وغيرها من خلال اختبارات او مقابلات او ملاحظة او جميعها وعليه كذلك ان يكون سريعا في ذلك قبل بداية التعلم وتصنيف الطلبة في مجموعات وفقا لها –ولذلك تختلف عن تفريد التعليم -.

متى يمكن تطبيقها ؟

بعد التأكد من عملية التشخيص الدقيقة لخصائص التعلم يبدأ تنظيم الطلبة وفقا لها ومن ثم يبدأ المعلم في توظيف الاستراتيجيات الأخرى كالتعلم النشط وفقا لم تم حصره من خصائص فهناك من يتعلم أكثر مع المجموعة وهناك من يتعلم أفضل بالاستماع للأصوات وهناك من يزيد حماسه بالحلول المنطقية وغيرها ويتم تنظيمهم معا تبعا للخصائص المشتركة.

ان الفصل المتمايز أسعد الفصول وأكثرها أمنا، فالطالب يتعلم وفق خصائصه ومهاراته ومواهبه وقدراته، حيث أن المعلم قام بكل جهده لمراعاة طلابه والنظر لهم بما يناسبهم وليس ما يراه جيدا بالضرورة.
نعم يتطلب فهما عميقا، وقتا إضافيا، تحليلا، قدرة على التنظيم، الكثير من الاقناع، وغيرها من المهارات التي تليق بالمعلم، وبمتطلبات الصعود بطلبته لأعلى النتائج، لكن أن يصبح الفصل جميعه متفوقا، حلم كل معلم همه ما يهم دينه ووطنه فلنتعب قليلا بداية العام ولنحصد كثيرا من التحصيل.

بقلم : فوزية محمد القحطاني
طالبة دكتوراه مناهج وطرق تدريس –جامعة الملك خالد

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى