كتاب أخبارنا

الاستراتيجيات التدريسية : ما بين الفهم الأكاديمي والاجتهادات الذهنية

نعيش في وسطنا التعليمي ما بين فهم دقيق للعمليات التدريسية الحديثة في الجامعات وما بين اجتهادات شخصية في تصورها في الميدان وما يزيد الامر سوءا أننا نعتقد ان ما نقوم به سليما بحسن نية.
ان ما يتعلمه المعلم في دراسته التربوية غير كاف له مع مرور الزمن فيم قد يطلب منه حاليا من استراتيجيات حديثة وبمسميات غير مرتبطة بما تعلمه حيث ان ما يحصل في الحقيقة يكون نتيجة لعدم وجود مرجعية للمعلم واضحة سوى ما قد يتصوره هو أو ثقته في ان ما يقوله المشرفون هو الصحيح، لأنهم من خلال تصوراتهم رأوا انه كذلك والذين بدورهم اقتبسوها ممن دربوهم عليها وهكذا حتى وصلت الى طلابنا الذين طبقوا تصوراتنا وليس ما هو مطلوب.
فأصول المعرفة وامهاتها بعيدة عنه ولا تصله سوى بدورات تدريبية في مدة بسيطة أو على هيئة حقائب لهذه الدورات والتي قد لا ينظر لها عدا انه قد لا يمكنه من مراجعتها لكثرة الحصص وكثرة الأعباء.
إن عدم الجدية في إيصال المعرفة كما ينبغي يجعل حتى تلقيها كذلك ولذلك يجب أن:
1- تدرس الاستراتيجيات المطلوبة كالتعلم النشط مثلا للمعلمين مباشرة عن طريق الأكاديميين المسؤولين عنها.
2- العمق المعرفي يحتاج لوقت فلتأخذ هذه الاستراتيجيات وقتها من الفهم والتمحيص والتطبيق التجريبي.
3- وضع اختبارات للاجتياز وعدم الاجتياز يعني الإعادة.
اننا لسنا جيدون بدون تدريس أكاديمي لها واكاد اجزم اننا ان لم نخطو خطوات جادة نحو التعليم الدقيق لها فإننا سنضل بهذه الكيفية وبنفس المخرجات ولنا في المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي أمل بإذن الله.

 

بقلم : فوزية محمد القحطاني
طالبة دكتوراه مناهج وطرق تدريس –جامعة الملك خالد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى