كتاب أخبارنا

حياة خالدة بمواقف راسخة وأثر دائم

 

تفرد الله بالبقاء وجعل لخلقه الزوال والفناء من هذه الحياة، ويبقى الإنسان من أكرم المخلوقات الفانية على وجه الأرض وموته مصيبة من المصائب، وابتلاء من الله -سبحانه وتعالى- لخلقه، ويبقى الصبر عند الابتلاء من أعظم النعم على الإنسان والإيمان بقضاء الله وقدره فكيف عندما يكون الفقيد ذو مكانة اجتماعية وشخصية معروفة بين أبناء القبائل؛ فلن يكون ألمه على أسرته فقط بل يكون ألم فراقه على أبناء قبيلته والقبائل الأخرى التي تربطهم به علاقة، ومعرفة، وصداقة، ومواقف مشرفة.

كان يوم الأحد الثاني والعشرون من شهر ذو القعده من عام ألف وأربعمائة واثنين وأربعين للهجرة يومًا غير عادي على قبايل الربع الخالي(شروره) هذا اليوم الذي فقدت فيه احد الدهاه والحكمة والجراءة في الكلام والصدق في القول، واحترام الصغير قبل الكبير ولم تقتصر صفاته على هذه الصفة فحسب بل اتّصف بالعطاء والسخاء والكرم كان قلبه مفتوحًا قبل مجلسه المشرّع لاستقبال الصغير، والكبير منهم الضيف، والمحتاج سعى إلى قضاء حوائج الناس، ومبادرًا ومشاركًا لأبناء قبيلته والقبائل الأخرى في أفراحهم وأحزانهم احتل بصفاته وأفعاله التي تعجز الأقلام عن تدوينها والمجلدات عن حملها مكانة كبيرة في قلوب الناس وهبه الله قبولًا غير عادي لدى قبائل الصيعر وغيرها من القبائل كان جبلًا شامخًا لاتهزه العواصف بحرًا بعطائه يعطي بسخاء دون منّه، قاضيًا في إصلاحه حكيمًا في شوره صائبًا في رأيه.

واليوم يودعك أهلك ومحبوك والقلوب تعتصر أَلَمًا على فراقك ولا نقول إلا مايرضي الله. إنا لله وإنا إليه راجعون.

يبقى العوض في إخوانك الأفذاذ، وأبنائك النجباء فمن خلّف مثل هولاء لم يمت بل سيكون حيًّا بيننا بذكره ومكانته وشموخه.
رحمك الله رحمك الله يا أباعبدالله وألهم أهلك ومحبيك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى