مُفَارقُ نَجْرَان ..
شكراً لأرضك وترابك .. شكراً لجبالك ، وهضابك ووديانك .. شكراً لدروبك ، وأزقتك ..
شكراً لأهلك ، وشيوخك ، وشبابك ، وأطفالك ..
شكراً لمزارعك ، ونخيلك وتمورك ، وواحاتك وحدائقك الغناء ..
شكراً لمدارسك ومشافيك ..
شكراً لكل مَعْلَمٍ ودائرة و بقعة فيك .. شكراً يا ، أرض الأصالة ، والتّاريخ ..
شُكراً يَا ، أرض الحضارة والأخدود ..
بعد أكثر من ثمانية وثلاثين عاماً قضيتها في نجران المدينة العزيزة ، والجميلة طالباً ، ثمّ معلماً ، ثمّ وكيلاً ثمّ مديراً ، ثمّ مشرفاً تربوياً ..
اليوم أخرج منها ، وأعود إلى مسقط رأسي جَازان الحبيبة ، وقد تجاوزت الخمسين من العمر .. سأخرج منها وقد طرحت فيها قصّة عشق صادقة ، مع روحي التي عَشِقَتْ هذه المدينة ، وكذلك وعدي لها ، ولأهلها الكرام بأن حبّها سيبقى في حُشَاشتي حتّى آخر لحظة في عمري في هذه القصيدة المتواضعة ..
مُفَارقُ نَجْرَان ..
ــــــــــــ
شَعَّ
السَّناءُ مِنَ (الْبُرُوْجِ ) فَكَبَّرا
أُخْدُوْدُ قَلْبِكِ فِي الْوُجُودِ و أَزْهَرَا
مِنْ بَعْدِ
حَرْقِكِ دُوْنَ أَيِّ جَرِيْرَةٍ !
مِنْ (ذِي نُوَاسٍ ) نَاقِمَاً مُتَجَبِّرا
لِيعَيْشَ
ذِكْرُكِ فِي الكِتَابِ ، وحِبْرُهُ
شَرفٌ لِأَهْلِكِ فِي السّمَاءِ وفِي الثَّرَىٰ
قُسُّ بْن سَاعِدَةِ
الْحَيْكمِ يَزِيدُهُمْ
فَخْرَاً إِذَا ظَهَرَ الْبَلِيْغُ وَأَمْطَرَا
حَرَمٌ
بِمَكّةَ مِنْ رُخَامِك قَدْ زَهَا
مِنْ وَقْتِ مَا ثَجَّتْ صُخُورُكِ جَوْهَرَا
نَجْرَانُ
جَاذِبَةُ الأنَامِ بِسِحْرِها
غَيْدَاءُ تَفْتِنُ فِي الْخَرِيْطَةِ عَبْقَرَا
نَجْرَانُ
سِفْرٌ ضَمَّ كُلَّ سَجِيَّةٍ
عَاشَتْ و مَاتَتْ .. فِي الْمَدَائِن والْقُرَىٰ
فَبِهَا
الشّهَامَةُ والشّجَاعةُ والْحَلا
وبِهَا الْبَشَاشَةُ فِي الصَّعِيْدِ وفِي الشَّرَىٰ
نَخْلُ
الْمَدِيْنَةِ لا يَنَامُ عَلَىٰ النَّدىٰ
رُطَبَاً يُسَاقِطُ فِي لِسَانِيَ سُكَّرَا
طِفْلاً
أَتَيْتُكِ والْبَرَاءَةُ مَرْكَبِي
مِنْ أَرْضِ جَازَانَ الْأَبِيَّةِ مُبْحِرَا
وفَتَحْتِ
صَدْرَكِ لِلْبَرَاءَةِ مَنْزِلَا
وسَقَيْتِ قَلْبِيَ مِنْ حَنَانِكِ كَوْثَرَا
عَشْرُونَ
عَامَاً ، ثُمّ زَادَكِ بَعْدَها
عِشْرِيْنَ إِلّا .. فِي غَرَامِكِ عُمِّرَا
فَأنَا
الْمُتَيّمُ بالْجَمَالِ وَ عَاشِقٌ
مَجْدَ الْأَصَالَةِ .. غَيْرَ سِحْرِكِ لَنْ أَرَىٰ
واليومَ
أَرْحَلُ عَنْ ربُوعِكِ طَارِحَاً
رُوْحَ الْمُتَيّمِ فِي رِحَابِكِ عَنْبَرَا
دِرْعَاً
لِصَدْرِكِ فِي زَمَانِكِ إِنْ هَفَا
شَخْصٌ حَقُودٌ بِالْعَدَاوَةِ كَشْرَا
فَحَذَارِ
يَقْتَرِبُ الْلَئِيْمُ مِنَ الْحِمَىٰ
خَطَرٌ فَخَطُّكِ قَدْ جَعَلْتُهُ أَحْمَرَا
فِي مَدْخَلِ
الأُخْدُودِ خُطِّي أَحْرُفِي
مِنْ بَعْدِ مَا حَكَمَ الْمُتَيَّمُ ..أَشْهَرا
نَجْرَانُ
تََمْلِكُ مِنْ فُؤَادِيَ نِصْفَهُ
كَنَصِيْبِ جَازَانَ الْعَزِيْزَةِ وَقَّرَا
قَسَمَاً
بَأنّنِي في هَوَاكِ مُعَلَّقُ
والْحُبُّ يَبْقَىٰ فِي الْحُشَاشَةِ أَخْضَرَا
كَرَمَاً
تَبُثِّيْنَ الْجَمِيْعَ تَحِيَّتِي
لِيُسَامِحُوا قَلْبَاً يُغَادِرُ مُجْبَرَا
عُذْرُ
الْمُفَارِقِ يَا ، حَبِيْبَةُ .. جَنَّتِي
أَبَتِي و أُمِّيَ ؛ َكِي أَبُرَّ وأَظْفَرَا
ــــــــــــــــــــــ