كتاب أخبارنا

مسئوليتنا تجاه حفظ أصناف تمور نجران من الإنقراض !

أين صنف البياض ومواكيل نجران؟ ولماذا ليست منتشرة كصنف متعارف عليه مثله مثل أصناف التمور المعروفة على مستوى المملكة؟ إذا أردنا أن نعرف الإجابة فلابد من الاعتراف بحقيقة مهمه ومؤلمة جدا؛ والتي أعتبرها السبب الرئيسي عن ضياع أصناف التمور بنجران؛ وعدم وجود صنف محدد تتميز به المنطقة؛ بالرغم من كثرة الأصناف وجودتها!

.

تتمثل هذه الحقيقة في الجهل التام (سابقا) من قبل أهل المنطقة بأن فسائل النخيل (بناتها- كما يطلق عليها مزارعي المنطقة) يمكن فصلها من تحت أمهاتها وإعادة زراعتها وأنها ستنتج نفس صنف (او نوعية) الام بالتمام والكمال والذي يساعد مع الوقت في الاكثار من زراعة صنف محدد وبالتالي شهرته على مستوى المنطقة كما هو الحال مع صنف الخلاص والسكري وغيرها. بل كانوا مع الأسف يتخلصون منها كما يتخلصون من الحشائش والاعشاب التي تنمو حول النخلة الأم.

.

وهذه الحقيقة مع الأسف هي المسئولة عن اعتماد اهل المنطقة على زراعة النخيل بواسطة النواة (العجم) والتي يكون انتاجها غالبا مختلف عن صنف الام وبالتالي ظهور صنف جديد.

.

السؤال المطروح؛ ماذا علينا أن نفعل؟ وطرح السؤال بهذا الشكل يجعلنا نفكر إيجابيا بالبحث عن الحلول وليس عن أسباب القصور. اذا ماهي الحلول المطروحة؟

أولا- علينا جميعا استشعار المسئولية حيال هذا الموضوع. ولنعلم انه عمل ليس بالسهل ويحتاج الدعم المالي والقرار الإداري وجهود المسئولين المهتمين والمؤمنين بأهمية هذا الموضوع وكذلك مشاركة المواطنين الفاعلة.

ثانيا – علينا معرفة الحقيقة العلمية التي تقول “العجوز لا تلد” مما يعني أنه ليس بالإمكان الاستفادة من النخل المعمر والذي لا يوجد تحته فسائل؛ وبالتالي نحن نبحث عن نخلة من صنف المواكيل والبياض على سبيل المثال لا زالت بعمر صغير ويوجد تحتها فسائل؛ لنقوم بمكاثرة الصنف بفصل الفسائل وإعادة زراعتها في موقع أخر لتعطي فسائل جديدة او الاكثار عن طريق الأنسجة.

ثالثا- قيام الحكومة بهذا الدور؛ وتحمل تكاليف احضار الشركات المتخصصة في انتاج الفسائل بالأنسجة لتقييم الوضع وكذلك تكاليف انتاج الفسائل.

رابعا – ان يتم توجيه أحد الجهات الحكومية -وانا ارشح مركز أبحاث البستنة- بالقيام بهذا الدور. واختيار شخص مؤمن بهذا الامر واهميته ومستعد لبذل كل طاقته واهتمامه في سبيل تحقيق هذا الهدف والذي يمكن تنفيذه حسب الخطوات التالية:-

.

1- الاستفادة من هذا الموسم بالبحث عن أصناف التمور التي تستحق ان يتم اكثارها على نطاق واسع وعلى ان تكون مختلفة عن الأصناف المعروفة في المدن الأخرى. ويمكن في هذه المرحلة حصر النخيل المعمر والصغير وهذا الامر سيتطلب اقناع لأصحاب هذه الأصناف للإبلاغ عنها.

2- عمل قاعدة بيانات عن كل نخلة تم اختيارها وتسجيل كافة المعلومات عنها مثل اسم صاحبها والموقع والعمر التقريبي والاسم المتعارف عليه (ان وجد) وتاريخ اختيارها ومدى وجود فسائل حولها من عدمه والصاق علامة مميزة عليها ومن ثم ايقاعها على خريطة المنطقة وخرائط قوقل لسهولة الوصول اليها.

3- لتواصل مع أحد الشركات التي تعمل في مجال الاكثار بالأنسجة (شركة ساباد على سبيل المثال) لتقييم مدى إمكانية الاكثار من النخلة بالأنسجة ثم انتاج عدد معين من الفسائل من هذا النوع مع مراعاة عدم الحاجة لإزالة النخلة الام قدر الإمكان.

4- في حالة عدم إمكانية الاكثار بالأنسجة وعدم وجود فسائل صغيرة يمكن زراعة الصنف عن طريق العجم حتى الحصول على صنف مماثل للأم. (أما قلت لكم بأنه عمل ليس بالسهل؟).

5- تسمية الأصناف بما يناسب.

6- المتابعة مع الشركة واحضار الفسائل بعد انتاجها وزراعتها في الحقل وصيانتها حتى تبدأ في انتاج الفسائل وبالتالي التوزيع على الراغبين من المواطنين مجانا.

7- الدعاية والاعلان والتسويق لأصناف تمور نجران الجديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى