كتاب أخبارنا

مابعد الإعتياد .. !!

الاعتياد.
أسوء داء قد يصيب الانسان هو الاعتياد فمن حيث لا يعلم يُصاب في مقتل ويتوقف عن النمو والسبب انه اعتاد على وجود النعم التي يملكها وتنازل عن قيمتها عندما تنازل عن الاحساس بها فلا قيمة لشيء من غير الاحساس به فالانسان هو من يعطي القيمة لما يملك.

وقد ذُم الحرص لانه سبب من أسباب الجشع وهو الخطوة الاولى التي لا يدرك الانسان مدى خطورتها على حياته وعلى القيمة الشعورية لما يملك ، ولو استطاع الانسان الوقوف مع نفسه لومضة واحدة واستشعر هبة الله التي مُيز بها من بين سائر المخلوقات وهي روح الله التي تسكن بين جوانحه لادرك انه يملك نعمة لا توزن بغثاء الدنيا باكملها ولن يخفت وميضء النور الروحاني بداخله ولن يصاب بداء الاعتياد ولربما أتحد مع الكون كاملا ولربما سلكت معه الحياة طريق واقدار غير التي هو عليها الان ومن المؤكد أنه سيرى بعين البصيرة لا عين البصر فقط ، ومن راء بعين البصيرة فقد اوتي الحكمة من أوسع ابوابها.

يتماهى الانسان مع مجريات الحياة من غير ادراك الى ان يصل لمرحلة غير قادرا على التوقف داخليا فيعتقد عند جلوسه او استلقاه انه توقف عن الحركة التوقف ليس توقف الجسد فقط وانما ايضاً القدرة على ايقاف الافكار المبعثرة لتستطيع الروح السكون فالسكون طريق إلى أحد ابواب الله التي لا تعد ولا تحصى.
ما بعد الاعتياد الا التبلد وما بعد التبلد الا الانحدار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى