كتاب أخبارنا

قضايا التحرش الجنسي بالأطفال،لماذا التعتيم؟

تتناقل الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر خبر اعتداءات جنسية راح ضحاياه الكثير من اﻷطفال، وكانت آخر ضحية طفل في نجران يبلغ من العمر تسع سنوات اغتصب وبكل وحشيه وتناقل الخبر تحت موجة من الصخب والسخط لهذه الفعلة الشنيعة التي يكون غالباً ضحاياها من الاطفال الأبراياء.

 

 

وهذه ليست القضية الأولى من نوعها بل يوجد غيرها من ضحايا التحرش والاغتصاب الجنسي، والغريب في ذلك ان اصحاب القضايا غالبا لايحبون الخوض فيها ويكتفون بإقفال مثل هذه القضايا خوفاً من المجتمع وماقد يحدث من بلبلة واحاديث حول الضحية ونظرة المجتمع له فيما بعد، فيتم التعتيم على مثل هذه القضايا، ويوجد ضحايا كتمو ماقد تعرضوا له بالامس خوفاً على انفسهم ممن حولهم او خوفاً من عدم تقبل المجتمع لهم، وفي غالب الاحيان المعتدي يكون شخصا قد اعتدي عليه في الصغر ويحاول اويساعد على اغتصاب غيره وكأنها نوبة من الانتقام و بنفس الألم الذي قد تعرض له يساعد على الاعتداء على غيره، ومن هنا يجب ان نتحضر لمثل هذه المشاكل ونعمل على معالجتها وان ندرك حجم المسؤليه لما قد يحصل -لاقدر الله- لاطفالنا اومدى تعرضهم لمثل هذه الجرائم وان لا نهمل المنحنى التربوي لاطفالنا أو نهمل تعزيز قدراتهم الذاتيه ووعيهم لما قد يدور حولهم من اخطار.

 

 

لانستطيع إنكار ان هناك انحلال فكري وسلوكي لدى البعض وربما كان السبب سوء التربيه بالبيت والشارع والمدرسة، او انه ضحيه لتجارب شاذه سابقة مرت عليه بالصغر واصبحت عادة وإدمانا لتتكرر المأساة مع غيره، والاسباب كثيرة لكنني أبين على الإجمال لا التفصيل يجب علينا أن لا نتجاهل هذه الجريمة ونسلط الضوء عليها للعلاج والتوعية، ليس لأنها في تزايد، بل خوفاً على أطفال المجتمع من المريض النفسي والسلوكي الذي يناله بسبب التحرش .

 

 

افراد مجتمعي اباء اوامهات وغيرهم مسؤلون عن المساهمه بحل مثل هذه المشاكل وواجب أن نحاول مراجعة انفسنا ونبدا بها في ان نصلح ابنائنا واجيالنا القادمه ونساهم بتوعيتهم لما قد يتعرضون له من مخاطر خارج المنزل ونركز على من يخالطون ونراعي ان هناك اسبابا كثيرة تسهم في ضياع الاطفال وانحرافهم، والسبب الرئيسي غالباً يعود للتفكك أو الإهمال الاسري، وقد تنطلي منه اسباب كثيرة؛ فالادمان سبب والانفتاح بدون وعي وبقوة سبب، وعدم مراقبة اطفالنا ومايقتنونه من اجهزة الهاتف وماتحويه من برامج او مقاطع سبب، ومصادقة الاكبر منهم سناً سبب والوثوق بالاغراب سبب كذلك.

 

 

كما يجب ان تكون هناك رسالة توعوية تمرر لربات البيوت والاباء لعدم تغافلهم عن ابنائهم وتركهم ينخرطون بمستنقعات لايعلمون مقاصدها فقط لاجل انهم بدأوا يكبرون لوحدهم وان نقوم بتوعية الطفل منذ الصغر ان هناك مناطق وأجزاء بالجسم ممنوع لمسها من اي شخص كان، وتوضيح خطورة ذلك الامر للطفل مع مراعاة سنه ومحاولة تقريب المعلومات له على قدر المرحلة العمرية له، وان يوضع قانون قوي ورادع يمنع هذه الظاهره ، ويقصيها باحكام صارمه لاتهاون فيها لحماية اطفالنا من وحوش التحرش الجنسي (البيدوفيليا) لكي يكونوا عبرة لغيرهم فكفى لعبا واستهتارا بالطفولة ولن يفيد التغاضي فنحن نعاني من مشكلة فعلية تطبق على ارض الواقع، ولكي لاينشى مجتمع شاذ وتتوسع هذه الافه وجب محاربتها باسرع وقت ممكن قبل توسع دائرة الخطر اطفالكم امانه في اعناقكم فحافظوا عليهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى