كتاب أخبارنا

قتـلـة ” مهايطيها ” مرة أخرى..!!

 

لنسترجع سوياً قصة اللقب الشهير(قتلة جبانها)،حيث كانت قبيلة يام تدعى في الجاهلية بهذا اللقب..وفي الإسلام كانت تدعى بـ “يام القِرى”،أي اكرام الضيف.

وسبب تسميتها ب(قتلة جبانها)كما أورده المؤرخون:”أنه كان في يام جبان في أيام الجاهلية يقال له(أنيب)فحلفوا أن لا يولد له ولد فيهم أبداً وحلفوا على قتله،فقال لهم رجل منهم :”ويحكم اخصوه ولا تقتلوه فإنه لا يولد له إذا كان خصياً،فلا تحنثوا في أيمانكم،فشاع ذلك في همدان،فكرهت أن تذهب يام بهذا الذكر دونهم،فقالوا لهم خذوا من كل قبيلة سهماً فأرموه بجميع السهام وإلا صلنا بينكم و بينه فأجابوهم إلي ذلك فبعث اليهم من كل قبيلة بسهم ثم صيروه هدفاً و جعلوا يرمونه و يقولون:”لله سهم ما نبا عن أنيب…حتى يوارى نصله في منشبِ”.

اليوم وعبر وسائل التواصل الإجتماعي والإعلام الجديد نحن أحوج ما نكون بدلاً من (قتلة جبانها) إلى (قتلة مهايطيها) وهو قتلٍ سلمي من نوع آخر،يتمثل في وجوب رفض ونبذ ظاهرة (المهايطين) وأدواتهم الإعلامية المتمثلة في (تجار الشنطه) البائسين الذين لايعرفون (كوع الإعلام من بوعه)!!

إن (المهايطين) هم إخوان (المنافقين) فكيف نتعرف عليهم وماهي علاماتهم؟!!

قرأنا منذ الصغر أن علامات المنافقين ثلاث :- إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان، ولكن ماذا عن الذين تجاوزت علاماتهم كل عد وفاقت كل حد؟!!

ماذا عن علامات المهايطين،اخوان المنافقين، في هذا العصر؟!!

ماذا عن المخالطين والمناصرين والمبررين لهم؟!!

ماذا عن الساكتين والمعجبين بهم؟!!

ماذا عن الذين ينتقدونهم ويرفضونهم بينما هم في واقع الأمر جزء أصيل منهم أو الحاضنة الحقيقية لهم قولا أو فعلا؟!!

في رأيي أنه من حيث الناحية الأخلاقيه والنبل والصدق مع الذات،لايجب أن ينتقد الإنسان شيئا ويكون جزء منه في نفس الوقت،أو مساهما فيه.

من ينتقد (المهايطين) لايجب أن يكون من ضمنهم او مجاملاً لهم أو مبرراً تصرفاتهم لأنهم في رأيي اخطر على مجتمعاتنا من (المنافقين) الذين كانوا في عصر الرسول عليه الصلاة والسلام والأخطر منهم جميعا هم الساكتون عن تعريتهم وكشفهم بكل الوسائل .

ومن خلال معادلة بسيطه يمكننا أن نتعرف على هؤلاء (المهايطين) وعلاماتهم وطرقهم الملتوية، وليس اسهل على العاقل الفطن، الذي لم يتلوث بعد بداء الهياط، من اكتشافهم بأنواعهم ومعرفة العلامات التي يتميزون بها عن غيرهم .

يمكن اكتشاف ذلك ببساطة من خلال عدة علامات،لايمكن أن تخطئها عين اللبيب منها على سبيل المثال لا الحصر:-

١- كثرة المديح الممجوج، الذي يمارسه هؤلاء (المهايطين) بمناسبة ومن غير مناسبة وبخاصة للمسؤولين الذين نعرف أن بعضهم فاسدين .

٢- من علامات هؤلاء (المهايطين) أنهم لا ينتقدون مظاهر الفساد الموجودة في المجتمع،لا الفساد المالي ولا الإداري ولا الرشوة ولا الكذب،لأن ذلك يتناقض مع مصالحهم الخاصة أو مع مصالح الفاسدين الذين تربطهم بهم علاقة مصلحة خاصة دنيوية.

٣- من علاماتهم أيضا استغلالهم للمناسبات بمختلف أنواعها فتجد لهم في كل”عرس قرص”…يستغلون هذه المناسبات،فيقدمون أنفسهم للآخرين بصورة مغلوطة على عكس الحقيقة التي هم عليها،ويقومون بتكرار الكلام المعلب السمج غير المسؤول الذي يتخلله الإفراط في المديح المقزز والحلف المتكرر باسم الله كذبا حتى تتم التغطية على هياطهم وحتى يقدموا صورة مغلوطة عن أنفسهم بينما الأذكياء والعقلاء يعرفون حقيقتهم.

٤- من علاماتهم مثلا،أنهم يتبادلون الأدوار،والأساليب مع نظرائهم في الهياط من خارج محيطهم الطبيعي، من خارج منطقتهم، أو قبيلتهم، أو نطاقهم الجغرافي،يتفقون على المديح العلني المتبادل،ويتفق كل منهم مع الآخر على تقديم معلومات مضلله،وأمجاد زائفه تعتمد على اقحام الإسم العام للقبيلة أو المنطقة والإختباء خلفة لمدارة اللعبة!!

٥- من علاماتهم ايضا،أنهم في حالات الضرورة القصوى، يقومون باستخدام مهايطين بالإيجار، ليس لهم بهم سابق معرفة،نثرا وشعرا،حتى يؤدوا الهدف المطلوب ثم يمضي كل في حال سبيله.

٦- من علاماتهم ايضا استغلالهم الوقح واللا انساني للموتى من أجدادهم وأهلهم وتراثهم وتاريخهم بينما هم في الواقع ابعد مايكون عن امجاد وعادات وتقاليد أهلهم التي قامت على الصدق والتواضع والإيثار وعدم مدح انفسهم أو التفاخر بأفعالهم التي قاموا بها قولاً وفعلاً.

٧- من علامات هؤلاء المهايطين ايضا الضعف الواضح في شخصياتهم وقلة ثقتهم بأنفسهم ولأنهم كذلك تجدهم يحاولون تغطية كل هذا بتكرار الكلام الممجوج الذي لايحمل عمقا ولا فكرة ولافائدة تذكر لمجتمعاتهم.

٨- من علاماتهم ايضا أنهم لايستطيعون المواجهة والتصدي للأفكار التي تحمل هموم الناس ومشاكلهم وهواجسهم لأنهم يعلمون أن هذا طريق وعر وغير مربح لهم.

٩-من علاماتهم ايضا التعلق كثيرا جدا بالشكليات والمظاهر الخادعة كنوعية (البشوت) والسيارات الخ وهذا دليل ضعفهم لأنهم ركزوا على المظهر ونسوا الجوهر وهو العقل الذي به نميز الغث من السمين والحق من الباطل.

١٠- من علاماتهم ايضا أنهم من محبي النميمة والكلام في ظهور الناس وانتقاد كل صاحب رأي حر شريف لم يتلوث مثلهم بما أوقعوا أنفسهم فيه!!

والعشرات من العلامات التي كما لاحظنا تجاوزت بكثير (ثلاث) المنافقين المعروفة!

ولهذا أدعو للتصدي لهم وتعريتهم سلمياً ونظامياً واجتماعيًا وعبر وسائل التواصل الإجتماعي والإعلام الجديد حتى تختفي ظاهرة (ال أنيب المهايطية) الجدد من المجتمع، ومثلما اجتمع الناس في الجاهلية على (قتل الجبان) فليجتمعوا الآن على قتل (ظاهرة المهايطين) بالطرق الإجتماعية والسلمية والنظامية ورفضها واستنكارها ونبذها.

ومثلما أطلقت أمانات المناطق في المملكة مبادرة (إزالة التشوه البصري) عن المدن السعودية وذلك عن طريق إزالة مخلفات البناء، وتحسين مظهر حاويات النفايات،وإزالة اللوحات التجارية المخالفة، وإزالة السيارات التالفة،وإزالة الكتابات على الجدران،أدعو إلى (إزالة ظاهرة المهايطين) الذين شوهوا البصر والسمع على حدٍ سواء…وإزالتهم تكون بمنعهم عن كل مكان وكل مناسبة أو متابعة، والعودة إلى العفوية والصدق والتواضع وفعل الخير والترفيه البريء وتقليل الضوضاء بكل أنواعها واللهث خلف الأوهام والبحث عن المكانة الإجتماعية الزائفة التي تقوم على الجهل والكذب والعيش بوجوه متعدده حتى غابت كلمة الحق وساد الجهله!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى