لقد اخترت هذا العنوان بالذات لأنني ارى بأنها سلسلة مترابطة ( ان تفكر اذا انت موجود في اللحظة بعقلك الواعي هنيئا لك انت في الحياة )
الوعي … حينما تقرا هذه الكلمة يتبادر الى اذهاننا عدة معاني وعدة تساؤلات والبعض قد ينظر الى هذه الكلمة بمنظور اخر ويراها مجرد كلمة فقط لاتحمل عمق ولا معنى .
اصمت لدقيقة كاملة عزيزي القارى ثم اطرح لعقلك سؤال مامعنى ان أكون واعيا ؟
سألت عدة أشخاص بمختلف الاعمار وذو توجهات مختلفة .. مامعنى الوعي من وجهة نظرك !؟ وكيف تصل الى مرحلة الوعي !
تنوعت الاجابات ولكنني فضلت ان اسردها لكم في نص قصير ..
وعى الشي علم
هو مرحلة من الإدراك المتقدم لا تخضع للفوضى والضجيج والتصورات المسبقة … او اخضاع اي امر مهما كان قدسيته لحجج وبراهين عقلية ذاتية مستقلة مع تجاوز كل المؤثرات الخارجية في مرحلة عميقة من التجرد ..
وبعضهم وصف الشخص الواعي ب( الصاحب البصيرة المنفتحة )
ولعله استيعاب بعض حقائق الدنيا فيهون امرها ولو كان عصيبا ..
ولكن اتفق الكل ان ( الانسانية تزيد بارتفاع مستوى الوعي للفرد )
أنا من رايي ان الوعي هو حالة ضبط للنفس والافكار
لو ان الانسان تكلم بكل فكرة تطرأ له لكانت فوضى ولكن الوعي يخلق رقابة صارمة على مايخرج من أفكار في صورة كلمات ، الى حد كبير بحيث يبدو مايخرج متسقا وذات معنى وغاية .. وذلك على عكس حقيقة مانعينه داخل عقولنا من فوضى واجتماع المتناقضات ..جميع مايحدث بسبب رقابة الوعي . .. عقلك كماترتيبك لممتلكاتك الضرورية لو دخل احدهم الى عقلك وحده دون مصاحبتك .. فانه لن يفهم شيئا على الإطلاق او انه سيجن .
تحدثت مع صديقة عن الحياة وعن اضطراباتنا وصراعاتنا النفسية أخبرتني عن نقطة نجهلها او بالاصح قالت لي لااكاد اتذكر متى كنت انا نفسي !
كل هذه العشوائية التي نعيشها بسبب إهمالنا لحواسنا وأننا لم نعد نستشعر لحظاتنا بجميع حواسنا .. اصبحنا مثل الروبوتات نعمل بدون ان نعطي قيمة لرغباتنا او افكارنا او حتى نعطي مساحة لنعبر عن ارائنا بدون خوف او تردد .. كل مانمر به بسبب أفكار ومعتقدات وعادات وتقاليد غير منطقية بل تشكلت في عقولنا منذ الطفولة ولا نلقي اللوم على احد بل على أنفسنا وعلى وعينا وفكرنا … أهملنا المنطق وتعاملنا بمشاعرنا وبعواطفنا .. يجب ان نعيش اللحظة ان لانخاف وان نعبر يعني اننا موجودين في مرحلة عالية من الوعي …
تكمن المشكلة في اننا قد أصبنا بالوعي فجاءة دفعة واحدة بينما كان ينبغي ان ينمو فينا تدريجيا حتى النظير على حمل هذه الفجوة بداخلنا ..
