متفرقات

قلبك في خطر… دراسة جديدة تحذّر مستخدمي السجائر الإلكترونية

ثمن من يعتبر أنّ السجائر الإلكترونية بديل أقل ضرراً من السجائر التقليدية، لكنّ هذا الرهان يفقد حظوظه يوماً بعد آخر، وخصوصاً بعدما كشف الباحثون أخيراً النقاب عن مخاطر متزايدة تصيب القلب جراء التدخين الإلكتروني.

وفي الجلسة العلمية السنوية للكلية الأميركية لأمراض القلب التي انعقدت في مطلع الشهر الجاري، استعرض العلماء نتائج واحدة من أكبر الدراسات التي تحقق في الروابط المحتملة بين التدخين الإلكتروني وفشل القلب، والتي أثبتت أن الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية أكثر عرضة بشكل كبير للإصابة بفشل القلب مقارنة بأولئك الذين لم يستخدموها أبداً.

يحدث فشل القلب عندما لا تَضُخ عضلته الدم كما ينبغي. وعند حدوث ذلك، غالباً ما يرتد الدم، ويمكن أن تتراكم السوائل في الرئتين؛ مما يُسبب الإصابة بضيق النفس. تسبب بعض الحالات المرضية المتعلقة بالقلب تدريجياً إضعاف القلب أو تيبسه بدرجة تؤثر في قدرته على سحب الدم وضخه بشكل مناسب. وتتضمن هذه الحالات المرضية ضيق شرايين القلب، وارتفاع ضغط الدم.

أمّا منتجات السجائر الإلكترونية فهي تُقدم النيكوتين في شكل الهباء الجوي من دون احتراق، فهي لا تحرق التبغ، وبالتالي لا تنتج دخاناً، ولا تسبب التدخين السلبي. يلاحظ هنا أن الدخان يختلف في تكوين عناصره الكيميائية عن الهباء الجوي، فالأول ينتج عن الاحتراق، أما الهباء الجوي فناتج عن تسخين سائل بداخل منتجات النيكوتين الإلكترونية يستنشقه المستخدم، وتشمل هذه المنتجات: السجائر الإلكترونية، والغليون، والسيجار الإلكتروني، والشيشة الإلكترونية.

ومنذ تقديمها للمرة الأولى في الولايات المتحدة في عام 2007، غالباً ما سُوّقت منتجات النيكوتين الإلكترونية كبديل أكثر أماناً للتدخين، ولكن مجموعة متزايدة من الأبحاث أدّت إلى زيادة القلق حيال الآثار الصحية السلبية المحتملة.

مخاطر جديدة

من جهته يقول المؤلف الرئيسي للدراسة ياكوبو بن الحسن، وهو طبيب بمؤسسة ميدستار هيلث في بالتيمور إنّ “المزيد والمزيد من الدراسات تربط السجائر الإلكترونية بالآثار الضارة، وتجد أنها قد لا تكون آمنة كما كان يعتقد سابقاً، لذا يجدر الالتفات إلى العواقب التي تعود على صحتك، خاصة في ما يتعلق بصحة القلب”.

استخدم الباحثون بيانات من الدراسات الاستقصائية والسجلات الصحية الإلكترونية من البرنامج البحثي All of Us، وهو قاعدة بيانات ضخمة، يشارك فيه مليون مواطن أميركي معلومات بشأن صحتهم وسلوكياتهم. يستفيد من هذا البرنامج الباحثون في المجالات المختلفة، وتديره المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة.

بمساعدة هذه البيانات، حلَّل الباحثون الارتباطات بين استخدام السجائر الإلكترونية والتشخيصات الجديدة لفشل القلب لدى 175,667 مشاركاً في الدراسة (بمتوسط عمر 52 عاماً و60.5 في المئة من الإناث). من هذه العينة، أصيب 3242 مشاركاً بفشل القلب في غضون متوسط وقت المتابعة البالغ 45 شهراً.

أظهرت النتائج أنّ الأشخاص الذين استخدموا السجائر الإلكترونية، كانوا أكثر عرضة بنسبة 19 في المئة للإصابة بفشل القلب مقارنة بالأشخاص الذين لم يستخدموا السجائر الإلكترونية من قبل.

لا يُنصح بها

تتوافق نتائج الورقة البحثية الجديدة مع الدراسات السابقة التي أُجريت على الحيوانات، والتي أشارت إلى أنّ استخدام السجائر الإلكترونية يمكن أن يؤثر على القلب، بما في ذلك قصور القلب.

وبيّنت دراسات أخرى على البشر أيضاً أنّ ثمّة روابط بين استخدام السجائر الإلكترونية وبعض عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بقصور القلب. ومع ذلك، فإن الدراسات السابقة التي حاولت تقييم العلاقة المباشرة بين استخدام السجائر الإلكترونية وفشل القلب، لم تكن حاسمة.

في المقابل، يقول ياكوبو بن الحسن إنّ “الدراسة الجديدة هي واحدة من أكثر الدراسات شمولاً لتقييم العلاقة بين قصور القلب واستخدام السجائر الإلكترونية”.

ويضيف مؤلف الدراسة الرئيسي في بيان اطّلع “النهار العربي” على نسخة منه: “الورقة البحثية الجديدة طال انتظارها، وخصوصاً مع اكتساب السجائر الإلكترونية شعبية كبيرة. لا نريد الانتظار طويلاً لمعرفة أن تدخين السجائر الإلكترونية ضارّ في نهاية المطاف، وعندما نكتشف ذلك ربما يكون قد حدث الكثير من الضرر بالفعل. ثمة ضرورة لإجراء المزيد من الأبحاث مستقبلاً، لكشف الكثير عن العواقب الصحية المحتملة، وتحسين المعلومات المقدمة للجمهور”.

ولا ينصح الباحثون في العموم باستخدام منتجات التدخين الإلكتروني، أو الاعتماد عليها كأداة للإقلاع عن التدخين؛ لأن العديد من الناس قد يستمرون في استخدامها لفترة طويلة بعد الإقلاع عن التدخين، على حدّ قولهم.

يشار إلى أنّ ثمّة 82 مليون شخص دخنوا السجائر الإلكترونية بجميع أنحاء العالم في عام 2021، منهم 9.2 ملايين في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط؛ و5.6 ملايين في المنطقة الأفريقية؛ و20.1 مليوناً في المنطقة الأوروبية؛ و16.8 مليوناً في الأميركيتين؛ و16 مليوناً في منطقة غرب المحيط الهادئ؛ و14.3 مليوناً في جنوب شرق آسيا، بحسب دراسة حديثة صدرت منتصف العام الفائت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى