زوج المواطنة المتوفاة بالمستشفى العام يسرد لـ نجران الآن ما حدث لزوجته

في حديث له مع نجران الآن أدان المواطن حسن يحيى العيزور زوج المريضة التي توفيت أثناء ولادتها في مستشفى نجران العام الطاقم الطبي كاملاً ورفض التقرير الطبي الخاص بالحالة لاحتوائه على مغالطات بعيدة عن الحقائق, كما رفض استلام جثة زوجته وطالب بحقه وحق زوجته وحق أبناءه اليتامى, وقال بأنه سيأخذ جثة زوجته إلى المقام السامي في حال لم تنصفه صحة نجران ووزارة الصحة.

ويسرد العيزور ما حدث لزوجته بالتفصيل قائلاً :

بعد مواعيد كثيرة على طول فترة الحمل, ذهبت بزوجتي للمستشفى يوم الخميس حيث موعدها, وكانت في نهاية شهرها التاسع, وبعد الكشف عليها أخبرونا بأن رأس الجنين لا يزال في الأعلى, ثم تقرر لها موعد آخر يوم الإثنين كوقت للولادة وقال الدكتور ربما يكون هناك عملية قيصرية في حال لم يتغير وضع الجنين, بالرغم من أن مولودها الأول محمد البالغ من العمر خمس سنوات جاءت ولادته طبيعية في نفس المستشفى على يد الدكتور عاطف, وطلب منا الدكتور أن تمارس زوجتي المشي, وقد كنت آخذها إلى الممشى في غابة سقام. وأعطوني ورقة للمراجعة مكتوب عليها حرف الآر باللغة الإنجليزية, ذهبت بها إلى موظف التنسيق فقال لي هذا ليس بموعد طالما يوجد عليها حرف الآر بل تأتي مباشرة يوم الإثنين إلى الطوارئ.

وفي الثانية عشر من مساء الأحد بدا التعب واضحاً على زوجتي وأخبرتني بأنها تشعر بالطلق فأخذتها فوراً إلى المستشفى, وفي الطريق إلى المستشفى كانت تدعي للجنين الذي في بطنها ولم تدعي لنفسها وقالت حملت بعد ست سنوات من الإنتظار وأرجو من الله السلامة للجنين, وسألتها كيف تشعر فقالت الحمد لله بخير.

وصلنا إلى طوارئ المستشفى وأنهيت إجراءات دخولها لقسم التنوام, ومن داخل القسم هاتفتني قائلة أنا بخير والحمد لله وقد قرروا لي عملية قيصرية, أوصيك في ولدي محمد ولا تنساني من الدعاء .. وسامحني.

وجاءت إليها أختها كمرافقة لها, وبعد عشر دقائق هاتفني الطبيب يخبرني بأنها بحاجة إلى عملية ولا مناص من ذلك, فقلت له طالما هي الحل لسلامتها توكل على الله.

وفي أقل من عشرين دقيقة هاتفني الطبيب يخبرني بأن العملية انتهت والجنين بخير والزوجة بخير, ورغم استغرابي وتعجبي من سرعة إجراء العملية إلا أنني قلت الحمد لله طالما هما بخير.

بعد عشر دقائق إتصلت بي أختها المرافقة تقول لي أنها معها في الغرفة وهي بخير وأنجبت مولودة بخير وتسأل عن ولدها محمد, كان الوقت فجراً وأخذت لهم بعض اللوازم وقالت لي أحضر صباحاً كي ترانا أو تأخذنا, وذهبت إلى المنزل لأستريح قليلاً من شدة الإرهاق.

بعد نصف ساعة تقريباً هاتفني أخوها يخبرني بأنها ليست بخير وأنهم أعادوها للعناية المركزة بسبب نزيف حاد, إتصلت بأختها المرافقة مستفسراً, قالت أخذوها من عندي وبها نزيف حاد من العملية لا نعلم ما سببه, ذهبت إلى هناك سريعاً واتصلت بها من أسفل فقالت لي لم يعيدوها حتى الآن بالرغم من أنهم أخبروني بأنهم سيأخذونها قليلاً فقط, قلت لها حاولي أن تسألي عما يجري, ثم هاتفتها ثانية فقالت بأنهم أعادوها لغرفة العمليات يبدو بأن هناك خلل ما في العملية.

إنتظرت خارجاً والقلق يعتريني وتمر النصف ساعة والساعة ثم أعاود الإتصال بأختها سائلاً, قالت وهي تبكي وتصرخ إلى الآن لم تأتي وأنا خائفة وقلقة عليها كثيراً ولم أعد أشاهد أحد هنا فالجميع قد اختفوا, فطلبت منها النزول ووضعتها في السيارة كي تهدأ قليلاً, ثم ذهبت إلى المدير الطبي وأخبرته بما يحصل وأنني بحاجة لأعرف ماذا يجري لزوجتي, فقال لي سأذهب لأرى وسأخبرك, وكنت في ذلك الوقت وقبله أحاول جاهداً الإتصال بالدكتور لكن هاتفه مغلق.

وعاد المدير الطبي يخبرني بأن زوجتي في العمليات وتنزف نزيفاً حاداً وتحتاج إلى دم, وإذا بالدكتور يهاتفني بعد ذلك وكانت الساعة قرابة التاسعة صباحاً, وطلب مني أن أقابله عند السلّم الخلفي للمستشفى, وقال لي زوجتك تنزف كثيراً وبحاجة إلى دم وصفائح وبلازما بشكل عاجل وقد إستأصلت الرحم وخاطبنا مستشفى الملك خالد ومستشفى الولادة نطلب منهم دم لكنه سيستغرق وقتاً حتى يصل ولا يوجد لدينا هنا سوى قربتين أو ثلاث, فقلت له وكيف تستأصل الرحم دون علمي وموافقتي, قال كنت أريد أن أوقف النزيف والرحم لم ينكمش معي, قلت وهل أوقفت النزيف, قال لا, قلت لا أفهم ما تقول يا دكتور كيف هي زوجتي, فقال لي قل ان شاء الله بخير وإلينا بالمتبرعين, فقلت له وفصيلة الدم يا دكتور فقال لا عليك أحضرهم جميعهم فجميع الفصائل تمشي.

أحضرت المتبرعين وذهبت بهم إلى المختبر وقلت لهم هيا أسرعوا في توفير الدم لزوجتي فالدكتور يقول حالتها حرجة وإن احتجتم إلى دم إضافي أنا على استعداد للذهاب لأي مكان لإحضاره, فقالوا لي نحن من يتكفل بهذا لا تقلق وحتى هذا الدم الذي يؤخذ الآن من المتبرعين لا يمكن إعطاءه لزوجتك قبل تحليله والتأكد منه وذلك يستغرق 48 ساعة, فقلت لهم الدكتور يقول لي أنه بحاجة إلى الدم الجديد حيث لا تزال الصفائح الدموية فيه أفضل من الموجود.

جاءت إمدادات الدم من المستشفيات الأخرى وكانوا يضعون لزوجتي القربة خلف الأخرى ويذهب الدم خارجاً بالنزيف في نفس الوقت, ثم قيل لي لقد فقدت زوجتك الدم وأشار علي أحدهم أن أتصل بمستشفى القوات المسلحة حيث لم يعد الدم متوفر, واتصلت بمستشفى القوات المسلحة فأخبروني بأنه لا يوجد لديهم دم في مخزون المستشفى, وفي المختبر قالوا لي لقد ربشوك, يا أخينا الدم متوفر وموجود لدينا وليس لك شأن في هذا فهو عملنا ونحن المكلفين بتوفيره, كن مرتاحاً فقط.

كان الموجود من الدم في مستشفيات خالد والولادة والشرفة الذي أحضروه بضع قرب في كل منها وقد انتهت, ثم هاتفوا المختبر الإقليمي ووجدوا لديهم الدم.

وبقيت زوجتي على هذه الحالة حتى الساعة الثانية عشر ظهراً حيث أدخلوها العناية المركزة, وكانت غرفة العناية كسوق الخضار, الجميع يدخل والجميع يخرج, ويعطون لزوجتي الدم من هنا ويخرج من هنا, وقد شاهدت الدم حتى على أرضية المستشفى.

كثروا الأطباء حولها, وسألت الدكتور كيف هي حالتها, فقال الضغط مختفي والأكسجين في الدم منخفض بينما القلب لا بأس, وكان أحدهم قد أخبرني بأن القلب قد توقف وقاموا بإنعاشه وعاد. وسألت لماذا الضغط مختفي فأخبرني الدكتور بأن ذلك بسبب الدم الذي تأخذه وأن الصفائح سترفعه.

وصلت الساعة الرابعة عصراً والحال على ما هو عليه, وسألتهم ما الحل, فقال لي الدكتور أسعفها إلى مستشفى الملك خالد, فقلت هل أستطيع إحضار الإسعاف فقال لا يمكنك ذلك طالما الضغط لديها بهذا الوضع ويجب أن يرتفع الضغط أولاً, فقلت له ولماذا نسعفها إلى الملك خالد بينما أنتم هنا, فأخبرني بأن لديهم عناية أفضل من هنا.

هاتفت أحد الأصدقاء بمستشفى خالد فقال لي نعم العناية هنا أفضل لكن ما الفائدة فالأطباء لديكم أطباء ولادة ومتواجدون معها طول الوقت بينما هنا ربما لن يلازمها الطبيب طول الوقت وربما يتم إستدعاء طبيب ولادة – هناك أفضل لها. فأخبرت الطبيب بهذا الكلام فقال لي نريدها أن تذهب لمستشفى خالد, قلت حسناً يا دكتور فلنأخذها بأجهزتها إلى هناك خصوصاً وأنك تفصل هذا الجهاز وتشبك هذا من هذه الأجهزة الكثيرة التي عليها, فقال لا يمكن ذلك قبل أن يرتفع الضغط.

لم أشاهد في حياتي إرتباكاً وحالة كالتي شاهدتها في ذلك الدكتور خصوصاً بعدما أخبرني بأنه استأصل الرحم, حتى أن العرق يتصبب منه والخوف ظاهر عليه, ويبدو والله أعلم بأنه قد قطع شريان ما أو أخطأ في شيء ما, تسبب في ذلك كله.

تم سحب ما يقارب الـ 4300 سي سي من المتبرعين, وتم إعطاء زوجتي ما يقارب الـ 18 قربة من الدم, وكنت أنتظر أن يرتفع ضغط الدم لنستطيع نقلها إلى مستشفى خالد, ووصلت الساعة العاشرة مساءً ونحن على ذلك الحال باستثناء تحسن في نسبة الأكسجين في الدم.

في الثانية عشر مساءً تقريباً أخبروني بأن النزيف قد توقف وأنهم قد طلبوا لها قربة أو قربتين من الدم وسيعطونها لها بالتدريج لكي يرتفع ضغطها. حتى انني أحضرت لها شيخاً يقرأ عليها, وكأنني لاحظت تحركاً طفيفاً في يدها, وكانوا يحقنونها بالإبر في يديها وفي رجليها, وعند الساعة الثانية صباحاً بدأت تتدهور حالتها وعادت نسبة الأكسجين بالدم في الإنخفاض مع إختفاء تام للضغط.

في السابعة صباحاً بدأت أشاهد رحيلها من سوء حالتها, ولم أعد أرى شيء يعمل من أجهزتها سوى جهاز القلب,

في العاشرة صباحاً سألتهم لماذا قراءة القلب صفر, فقالوا لا عليك نحن أزلنا جهاز القلب لنعمل تخطيط لقلبها, وكان جهاز الأكسجين في الدم لا شيء والضغط لا شيء. لمست قدمها فإذا هي باردة ولم أعد أشاهد فيها سوى زفيراً فقط. خرجت قليلاً عند الإستعلامات فإذا بصوت جرس في المكان كله وإذا بالكل يجري, أخبرني أحدهم بأن الجميع متوجهون إلى زوجتي, وانطلقت إليها فإذا بالطاقم كاملاً متواجد حولها ولم يعد شيء من الأجهزة عليها, وكانوا يتناوبون إنعاشها.

في الحادية عشر قالوا لي .. أحسن الله عزاك في زوجتك.

قلت الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله .. ولكن ..؟

أخبرني أحدهم بأن الممرضة التي أخذت قياس الضغط والقلب لزوجتي أخبرت الطبيبة بأن الضغط منخفض والنبض مرتفع, فقالت لها باستهتار إذهبوا بها إلى طبيب الباطنية!وأضاف بأن جرعات الطلق التي أعطيت لزوجتي كانت زائدة!

وكانت العملية القيصرية سريعة جداً لدرجةٍ أثارت شكي وريبتي ومنها كانت الإنتكاسة في صحة زوجتي التي حضرت إليهم بخير وعافية!

وتم إستئصال رحم زوجتي دون علمي ودون موافقتي!

وكان الدكتور في حالة من الإرتباك والخوف وعدم الإتزان توحي بأن هناك خطأٌ ما قد إرتكبه!

وأشكو همي وحزني إلى الله سبحانه وأطالب صحة نجران ووزير الصحة بإنصافي وإنصاف زوجتي وأبنائي اليتامى وإلا سوف يكون المقام السامي هدفي وتوجهي.