كتاب أخبارنا

لحظة تأمل .. !

 

هل جربت يوماً أن تعيش لحظة تأمل. أن تستقطع لحظات من يومك للتفكير بما لايحيط بك أو أن لاتفكر في شيء على الإطلاق ، هل جربت يوما أن تنأى بفكرك وتسافر إلى فضاءات أخر غير تلك التي تعيشها ، أن تسافر عبر الزمن بواسطة تلك المركبة الكونية المصغرة المسماة بالعقل .

جميعنا يعرف لحظة التامل لكننا لانمارسها ، لاننا وببساطة لاندرك معناها ولا فحواها، ولاندرك التاثير الذي تتركه علينا سواء من الناحية النفسية أو العقلية أو الجسدية ، فاستقطاعنا للحظات من صخب أيامنا وروتيننا من شأنه أن يجدد تفكيرنا وتوجهاتنا ومن شأنه كذلك أن يصحح بعض المفاهيم والعادات التي جبلنا عقولنا على اتباعها.

استقطع لحظات من وقتك وليس بالضرورة أن تغلق على نفسك باب غرفتك بنية التأمل  وليس بالضرورة كذلك ان تشعل شمعة أو أن تطفيء الأنوار وتجلس جلسة اليوجا المعروفة.

كل ماتحتاجه هو أن تتوقف عن التفكير في ماحولك للحظات وأن تريح عقلك من كل مايثقله وروحك من كل مايؤنبها تنفس بعمق واخرج كل ذلك الثقل مع ماتخرجة من ثاني أكسيد الكربون من جسدك.  فعقلك يحتاج أن يتنفس.

التأمل من التمارين العقلية التي اهتم القرآن بتنميتها لدى الانسان لما فيها من فوائد عدة فنجد أن الشارع تبارك وتعالى قد حث على التامل والتدبر والتفكر وإعمال الألباب كجزء من مغزى خلق الانسان كخليفة على الارض.

ونجد ديكارت _المفكر والفيلسوف الفرنسي_ قد اعتمد على التامل في فلسفته. بل وقد كان  يأطر التامل بالشك الذي يتبعه اليقين بعد اعمال العقل عبر تجارب فكرية فلسفية بحته. تدخله في اطار ضيق عبر وضع تامله وشكه بين قوسين تخيليين يضمنهما الفكرة موضوع التامل. كتاملاته الميتافيزيقية التي ينفي فيها كل ماهو يقين بالنسبة اليه ويمضي في رحلة الشك الى اثبات ما يستيقنه.

وبعد التامل في التامل، نجد ان هذا التمرين من انجع التمارين الفلسفية والدينية والتي يحبَّذ ان تحال الى عادة من قبل الجميع. فتأمل فيما يستحق التأمل وانصرف الى تمرين عقلك لتسلم من التفكير في صغائر الأمور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى