كتاب أخبارنا

خرفنه !

‏نسمع كثيراً عن الخرفنة وعن أشخاص لايستشعرون الرضا والسعادة الا في ظل راعٍ يستغلهم بشكل واضح للحصول على مآربه ونقف متسائلين عن السبب وراء ذلك . هل هو الفراغ العاطفي من قبل الخروف الذي يجعله يبحث عمن يقوده ويتلاعب به ام أنه ضرب من ضروب السيطرة وفنون السحر التي يتقنها الراعي ويستدرج بها خرافه !
‏عندما تسأل شخصاً مخرفناً عن سبب إنقياده لراعيه تجده ينكر كونه خروفاً ويقول بان إنصياعه إنماء هو دلالة على عشقه لمعشوقه الذي يسعى لارضاءه بشتى الطرق . فنجده يغدق عليه من العواطف والأموال ماقد يبخل به على نفسه هو ففي النهايه هو راعيه بل وسيده.

إذاً  الراعي والخروف بغض النظر عن إختلاف أجناسهم يرتبطون ببعضهم البعض بعلاقة طردية أساسها إشباع الغرائز والخاسر فيها هو من تنضب سلعته اولاً.

فحين تنضب السلع يسعى الخروف والراعي للبحث عن طرف اخر للعلاقة وحين يجده سيمتص منه اكثر مما إستهلك من سابقة كونه إزداد خبرةً في فنون التخرفن والخرفنة.
‏والغريب في الأمر هو إنتشار هذه الظاهرة في مجتمعاتنا المحافظه إن صح تسميتها بالمحافظة والتي تنتشر فيها ثقافة العيب والحرام ! لكن عند التفكير لبرهه في أسباب تفشي هذه الظاهرة سنجد أن كون المجتمع محافظاً هو سبب تفشيها ابتداء. فنحن مجتمع يغطي وجهه ويعري جسدة . والخرفنه ماهي الإ تغطية للبدن وتعرية للشهوات.

‏وحتى قانون تجريم الخرفنه الذي أصدر مؤخراً والذي يقضي بتغريم وتجريم المخرفن لن يجدي نفعاً مع من أنكر كونه خروفا مسيساً أو عبداً تابعاً لراع يتفنن في إستغلاله . ففي النهاية هو غير مجبر على الاذعان وما يحصل عليه الراعي منه إنما هو بمحض ارادته بل وقد يرى بأنه هو المستفيد من كونه بهيمة علفها عبارة عن إشباع لفراغ قد يكون هو أوجده بنفسه لنفسه. فحاجات الخروف العاطفية غالباً ماتكون ناتجة عن تخمة في إستهلاك العلف الطبيعي المقدم له دون شرط أو قيد.
‏الخرفنة إذاً ظاهرة خلقها مجتمع العيب والحرام وعززتها التقاليد التي تحكم بالفصل الإجتماعي بين الجنسين .إنها علاقة عرض وطلب واستغلال متبادل أي إنها علاقة بين خروف ونعجة يسعى كل منهما الى الحصول على شهواته المادية والمعنوية تحت غطاء السرية الاجتماعية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى