الخطيئة المفضلة

قال تعالى في سورة الأعراف “قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طين” (١٢)
من منا لاتخطر بباله هذه الخاطرة. ويقول بينه وبين نفسه( أنا خير من فلان). قد نقول :أنا أكثر مالا منه أو أكثر علما أو أشرف نسبا أو أكثر وسامة أو جمالا أو طولا أو وعيا . وبينما نحن نفكر بكل هذ يغيب عنا أننا نتجه لا إراديا إلى فئة أبناء ابليس. فان لم يكن ابونا بالنسب فانه يصبح والدنا بالفكر والتوجه.
ذكر إبليس في القرآن اقترن دائما بالغرور والتكبر وخطيئته الاعظم هي أنه قال (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) ومع أن الخالق واحد سبحانه وتعالى إلا أن إبليس رأى بأنه الأفضل لأنه خلق من نار. فلم اعتقد بفضله عمن خلق من طين؟!
وبعد أن أبلس إبليس من رحمة الله وأخذته العزة بالإثم لم يتوانى عن التهديد بإغواء بني آدم. ذلك المخلوق الطيني الذي رآه اقل منه منزله ليصبحوا مثله . مغرورين ومبلسين من رحمة الله وقد نجح في إغواء الكثيرين إلا عباد الله المخلصين. فمن منا لايعترية الغرور بل من منا لايكون الغرور صفته والتعالي على من هم مخلوقين من طين مثله هو أسلوب عيشة. بل من منا لايرى نفسه فوق الآخرين متناسيا أن الخالق واحد وأن الخلق جميعا من طين؟!!! من منا لا يظلم نفسه ويسعى بنفسه الى تدمير جنته التى حباه الله بها كما جاء في قصة الصاحبين في سورة الكهف. فالجنه قد تكون راحة بال، أو أسرة جميلة، او عملا مجزيا، أو صحة وافرة وبغرورنا تنقلب الى خواء خالية على عروشها.
حذرنا الله سبحانه وتعالى من الشيطان وأخبرنا في محكم كتابه أن مدخله إلينا هو الغرور لكننا لانتدبر ولا نتفكر . اغلقنا عقولنا وقلوبنا وفتحنا الباب على مصراعيه لابليس ليجول في أفكارنا ويدلينا بغرور كيف شاء ليظهر سوآتنا ويخرجنا من فطرتنا السليمة. فمتى سنتبرأ منه؟