كتاب أخبارنا

الذكاء الإداري

يظن كثير من المديرين أن عليهم إما أن يقودوا أو أن يديروا، ولكن هناك خطأ فلا يمكن للقيادة أن تقود دون إدارة ولايمكن لإدارة أن تدير دون قيادة .
أحياناً يتحتم على المدير أن يغلق باب مكتبه ويمسك بالسجلات والملفات ويقرر إلغاء بعض المعايير أو التعليمات أو تغيير بعض التشريعات وهنا يمارس الإدارة ، وفي أحيان أخرى يغادر المدير مكتبه ويتواصل مع مرؤوسيه ويستمع إلى مقترحاتهم ويحفزهم على العمل ، وهنا يمارس القيادة. فليس هناك من يستطيع أن يستغني عن الإدارة بالقيادة أوعن القيادة بالإدارة ، ولابد للمدير أن يجمع بين القيادة والإدارة وهذه هي فكرة الذكاء الإداري.

ما هو الذكاء الإداري ؟ (Business Think)
الذكاء الإداري هو مجموع القدرات والمهارات الذهنية التي تكفل لصاحبها إدارة مشروع خاص أو عام وتحقيق الأهداف بأفضل طريقة ممكنة.
فالذكاء الإداري يتكون من القدرات البشرية التالية:
أ- ذكاء عقلاني:
– ابتكار واكتشاف الفرص السانحة
– تنظيم وهندسة العمليات والإجراءات والمشروعات.
– الوقاية من المشكلات قبل حدوثها
– إدارة الأزمات والكوارث قبل وقوعها.
– التخطيط الاستراتيجي للمشروعات.
ب- ذكاء وجداني:
– التعامل مع الأفراد (الموظفين والعملاء)والإنصات إليهم وفهم مقاصدهم .
– توليد أفكار جديدة واستعراض البدائل المختلفة باستخدام العصف الذهني.
– مهارات القيادة والتفاوض والإقناع والتأثير في الآخرين وحفزهم .
– البصيرة أو الحاسة السادسة، والقدرة على استلهام السيناريوهات المتوقعة للأحداث.
– إدارة الأزمات والكوارث قبل وقوعها.
تلك هي القدرات الذهنيّة والسمات الوجدانيّة المطلوبة في المدير الذكيّ ، وهي على العكس مما يتوقع كثير من المديرين لا تقتصر على مهارات إدارة الأفراد وتطبيقات محاسبة التكاليف

تكوين الذكاء الإداري:
ينبع الذكاء الإداري من تكامل شخصية المدير . ويؤثر على شخصية المدير من جميع المناحي والأبعاد ويتأتى تكوين الذكاء الإداري من بالعمل على تطوير واستخدام أربعة وسائل محددة تعمل داخل أربعة مجالات مختلفة بحيث ينتج عن تناغمها وانسجامها تكامل الشخصية الإدارية وارتقائها أعلى مستويات الذكاء الإداري.

هذه الوسائل الأربعة هي :
1- رؤية :
لاتكفي الممارسة أو الخبرة وحدها لاكتساب الذكاء الإداري فلابد أن تقترن الممارسة بوجهة نظر واعية ورؤية شاملة ، تعكس مستوى متميز من التفكير الواضح والنضج الذهني والوجداني لدى المدير .هذه الرؤية تمكن المدير من اكتساب الثقة بالتنفس يحتاجها لتخطيط أهداف مرحلية واضحة. فهناك فرق بين المدير الذي ينشغل بإجراءات تحقيق متطلبات محددة وبين المدير الذي يفهم الرؤية الكامن وراء تحقيق هذه المتطلبات

2- سلوك:
يشمل مهارة إدارة الذات والوقت والمعلومات التي تسمح للمدير أن يرتقي إلى مستويات أعلى من الانجاز ليصبح قدوة لمرؤوسيه.

3- فن الاتصال:
أومهارات القيادة التي يهدف المدير من خلالها إلى التأثير في الآخرين وقيادتهم نحو تحقيق الأهداف المرجوة.

4- التغذية الراجعة:
تتمثل في الإنصات إلى أراء الآخرين حول إنجازات المدير وجودة عمله ،يوفر هذا العنصر للمدير الجرعة التي يحتاجها من النقد الذاتي والتي تعمل على تأكيد أن تتحول إلى ثقة بالنفس،وتمثل التغذية الراجعة عنصراً أساسيا من عناصر التطوير والتحسين .
المراجع
ديف ماركم وستيف سميث وماهان كالسا، الذكاء الإداري.
خلاصات كتب المدير ورجال الأعمال ،الشركة العربية للإعلام العلمي،السنة العاشرة ،العدد 231

بقلم : أحلام اليامي

مقالات ذات صلة

‫19 تعليقات

  1. فعلا الذكاء الاداري من تكامل شخصية القائد الناجح

    مقال جميل من كاتبه جميله احلام

  2. في الذكاء الاداري يجب ان لانكتفى بالممارسه او الخبره وحده لاكتساب الذكاء فلابد ان يقترن بوجهه نظر واعيه ورؤيه شامله تعكس مستوى ممتميز

  3. صحت يمناك يا أستاذه أحلام وشكرا من أعماق القلب وإلى الأمام دائماً

  4. فعلا من الذكاء الاداري ان يتواصل القائد مع موظفيه ويستمع لهم

  5. عشنا لمدة طويلةيُمارس علينا دور المدير فقط وهذا خطأفادح. وكما قالت الاستاذة احلام في مقالها لابد من الإدارة والقيادة فكلاهما مكملان لبعض. مقال مميز فعلا

  6. مقال جدا جميل بالتوفيق استاذه احلام والى الامام دائما

زر الذهاب إلى الأعلى