كتاب أخبارنا

5 أعوام من الحكمة والعمل

خمسة أعوام مضت على تعيين صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد أميراً لمنطقة نجران، جاءها و هو يحمل إرثاً من الحكمة يضرب في أعماق التاريخ عن كيفية تعامل الحاكم مع المحكوم، جاءها وهو متشرب لأنماط العمل الإداري بشقيه العسكري والمدني بما يزيد على أربعة عقود، جاءها وهو يحمل رسالة سامية من ولي الأمر بالحفاظ عليها أرضا وعلى مكونها إنساناً .

الأمانة عظيمة غير ان حاملها جدير ، غاص صائد اللآلي في الأعماق ليظهر الوجه الجميل للمنطقة وأهلها الذين لم يخذلوه وكانوا معه في الموعد يداً بيد لإنجاز مشاريعه المشتركة معهم . البشر عندما يتسنمون مواقع القيادة يخضعون للتقييم فتختلف الآراء فيهم لكن الإنصاف الذي تسنده الإنجازات يبقى شاهداً يحترمه الجميع و يقرون له بالفضل و العرفان .

فإسلوب الإدارة الراقي أصبحت الأمارة نموذجاً في انجاز العمل وسلاسته وسلامته وانعدام التشكي من التأخير أو ضياع الحق وانعكس ذلك على بقية الإدارات الحكومية التي أصبحت تلاحق الأمارة لتحقيق ما يرنو إليه القائد و يرعاه. ومن العمل الاجتماعي بادر سموه إلى معالجة العادات الدخيلة المخالفة للعرف القبلي التي تسببت في إيذاء الناس الذين عرفوا بإغاثة الملهوف والمحتاج بعد أن أصبحت ابعد ما تكون عن ذلك الهدف النبيل .. فقد وصلت مبالغ العفو في قضايا القتل إلى عشرات الملايين من الريالات بعد ان كان الناس في الماضي القريب يختارون إما القصاص أو العفو ابتغاء المثوبة أو الدية الشرعية وقد استطاع سموه بمبادرته الكريمة أن يعيد الأمور إلى نصابها وان يقطع الطريق على سماسرة الدماء بعد أن جمع المسئولين الرسميين والمشايخ والوجهاء وطرح عليهم المشكلة والحلول والتزم الجميع بما تم الاتفاق عليه منذ ما يزيد على ثلاث سنوات و أصبح ذلك حديث كل بيت بالتأييد والامتثال و قد كان ما حصل في هذا الشأن سبقا يجير لسموه و أضحت الفكرة مطروحة للنقاش على طاولة مجلس الشورى بعد أن تبناها بعض الأعضاء أملاً في إصدار قانون يحكمها . والى مشاريع التنمية و التطوير لم يقف سموه متذرعاً بالإعتمادات المالية فقد استغل المتاح مهما كان بسيطاً إلى انجاز ما تعثر تنفيذه على مدار سنوات جاعلاً من العزيمة سلاحاً بتاراً لتحقيق الآمال فها نحن نرى اليوم وادي نجران وقد أصبح بحلة تبهج الناظر بعد أن عاد لما كان عليه مسيلا نظيفا واسعا لا مجال للإعتداء على بطنه مرة اخرى، كما شرع سموه مؤخرا في الإشراف المباشر على المرحلة الثانية من تطوير ذلك المشروع بإقامة الخدمات و المسارات التي ستجعل بإذن الله من ضفتيه متنفسا كبيرا لساكني وزائري المنطقه . أقول ذلك عن سموه عرفانا بالشكر لرجل اجتهد في أداء الأمانة ولم يدعي لنفسه الكمال جاعلا من الاعتراف بوجود القصور دافعا للمضي قدما في تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده حفظهم الله جميعا و حفظ علينا نعمته و أمنه .

بقلم الكاتب : مانع بن احسن بن سلطان بن منيف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى