يا هيئة الطيران : السفر الى إندونيسيا ارخص من السفر الى نجران

عزيزي المسافر، لو كتب عليك الشقى، وتفرد بخدمتك أو (استفرد بك) الناقل الوطني الرسمي (الخطوط السعودية) فستعيش رحلاتك كالتالي:

إن كنت من سكان المدينة المنورة مثلا، وأردت الذهاب لعملك سواء كنت عسكري بالحد الجنوبي النجراني أو غيرها من الوظائف التي تفتح أبوابها هذه الأيام بعد إجازة العيد ومع بداية عودة المعلمين إلى مدارسهم، وبدلا من أن تقطع 1,400 كيلومتر بالسيارة، قررت الذهاب جوا إلى نجران.

فكل ماعليك هو دفع تذكرة خط سير ذهابا فقط ب 1,741 ريالا لناقلنا الوطني العزيز، وستكون مدة الرحلة فقط 22 ساعة لأنك ستذهب إلى الدمام ثم الى الرياض ثم إلى نجران، وهذا أفضل ماوجده لك موقع عالمي للبحث عن أرخص الرحلات كموقع WEGO وغيره.

والسبب فيما ورد أعلاه أن هيئة الطيران المدني، أرادت أن تساعد المرضى والمجبرين على السفر جوا من سكان منطقة نجران، فقامت بإعادة تشغيل ذلك المطار بعد توقفه مايقارب الخمسة اعوام،  مع بداية عمليات عاصفة الحزم

وتم التشغيل بعد إقتناعها أن الخطر الذي يتعرض له مطار نجران هو نفس أو أقل من الخطر الذي يتعرض له مطار كأبها مثلا والذي يستقبل ويودع عشرات الطائرات الداخلية والدولية من خطوط وطنية وأجنبية يوميا.

فبعد أن قررت المساعدة، صرحت فقط لناقلنا الوطني بالوصول الى مطار نجران، وقام الناقل الوطني العزيز، بتوفير رحلة او رحلتين لكل من الرياض وجده فقط، واستخدمت طائرات ايرباص A320 والتي تعتبر من أصغر أسطولها لتغطي منطقة تتسع لقرابة المليون نسمه.

ورغم الظروف المحيطة بهؤلاء المليون نسمة، كالمواعيد اليومية في المستشفيات المرجعية لأمراض فتاكة كالسرطان وغيرها، تجد أن وزارة الصحة توفر للمريض منهم تذكرة مجانية على درجة الضيافة فقط، وبعد ذهابه لمكتب الحجوزات يتفاجأ بأن أقرب مقعد متوفر على درجة الضيافة سيكون بعد قرابة الاسبوعين او الثلاثة أسابيع وليلحق بموعده عليه أن يحجز على درجة رجال الأعمال بسعر لن يقل عن 1300 تقريبا للذهابا فقط ومبلغا أخر مثله لو أراد العودة لأهله، إن لم يموت قبلها من الانتظار الطويل (ويرتاح ويريحنا).

لذا عليك عزيزي المسافر الى مناطق كنجران وعرعر والقريات وغيرها من المناطق المهمشة من قبل ناقلنا الوطني وهيئة طيراننا المدني، إن أردت أسعارا مبهرة لخطوطنا الوطنية، فعليك أن تبحث عن وجهة لها خارج حدود وطننا الغالي، فلو كنت من سكان المدينة المنورة مثلا فلا تحجز إلى نجران على درجة رجال الأعمال ب 1,741 ريالا المتوفرة فقط، بل إحجز على جاكرتا اندونيسيا، في نفس ذلك اليوم وستجدها ب 1,244 تقريبا، رغم أنهم سيركبونك طائرتين بدلا من واحده وسيقدمون لك 3 وجبات على الأقل بدلا من واحده.

ولكن لأن المسافرين إلى إندونيسيا غير مجبرين على خطوطنا العزيزة فتواضعت لهم بالأسعار، وتكبرت على مرضى وموظفي ومجبري السفر على طيرانها من أبناء وطنها وغيرهم، والسبب أن هيئة طيراننا المدني تقف وقوف المتفرج، بعد أن تم الرد عليها بأن هذه الأسعار تخضع للعرض والطلب، وهذا عذر أقبح من فعل لأن العرض في يد الخطوط السعودية ومنافسيها المحليين ولهم القدرة على إنقاصة لتحقيق أكبر فائدة من كل رحلة.

نظرة للسماء: من لم تجد خيره واصلا لمن بقربه، فيا للعجب لو وجدته قد وصل البعيد.