كتاب أخبارنا

مراكز بحوثنا “مستقبلك ليس في زمانك القادم بل في سلالتك”

 

كم مرة قرأت بأنه بناء على بحث علمي سعودي تم اكتشاف شيء ما أو حل معضلة ما نعانيها؟

مثال، بحث علمي في الجامعة العلانية يكتشف مسببات الغمرة (الغبرة) ويبتكر آلية للحد من أضرارها في المدن، الجامعة الفلانية تنشر بحث علمي في ماهية النفس البشرية ويفند حب الأطفال وطلاب المدارس للتفحيط ومتابعتهم لأخبار الدرباوية، فريق بحثي علمي من جامعة حيصي بيص بالشراكة مع مركز البحوث الفرنسي يكتف اسرار الأخدود، جامعة سين جيم

ترسل بعثتها للربع الخالي.

معلومة صادمة في عام 2011 بلغ عدد مراكز البحث العلمي في السعودية 267، أيضا الأنفاق الحكومي والذي يعتبر 80% من الدعم بلغ ما يقارب مليارين، رغم أن دول مثل اليابان نسبة دعم الحكومة 18% بمبلغ وقدره 165 مليار.

من خلال مروري البسيط على بعض مراكز البحوث كفضول، المباني كئيبة والمكاتب ضيقة ورائحتها غريبة، الإدارة يتولاها بروفسورات أم أجانب أو أشخاص أمضوا الكثير خارج إطار البشرية لذا تجد اهتمامهم ينصب على أشياء لا تسمن ولا تغني من جوع، وأثناء بحثنا في الرياضيات والحاسب الآلي نادرا ما نجد أسم عربي أو سعودي وما أكثر الصينيين.

في الصين مثلا كل بروفسور لديها مركز بحث مصغر ومدعوم بشكل مستقل ولديه فريق عمل، يقوم المشرف علينا بتبني آلية خاصة فيها يحرص على الرياضة وعلى التجمع خارج إطار البحث في مطعم أو في حديقة، يميلون للعب في فرق، يبحث في قضايا صينية بحثة ويدعمها بالبحوث العالمية ويبتكر ويقود توجه طلابه. مهووسون بالنشر في المؤتمرات العلمية عالية التصنيف، لأن البحث العلمي يتم تصنيفه ونشر كحال قصيدة الشاعر، معانيها ووزنها ومعناه وكيف تؤثر في الجماهير، طبعا ضربت مثال وهو الشيء الذي نجيده ونهمله ولا نطوره وهو الشعر، رغم أن الأغلبية لا يعون كيف من الممكن أن يكون الشعر أداة للتطور والأبداع، لقد فقد الشعر قيمته عندما فقدت المرأة ذوقها الرفيع وقدرتها على محاكمة الرجل بناء على أخلاقه لا خلقه وماله.

من الكوارث الوطنية أن يتولى المسئولية شخص معقد مشوه نفسيا يقترح قرار على وزير ويتم اعتماده ليصبح نظام وذلك ما حدث مع أحد الملاحق الثقافية في الصين عندما قدم وشاف وطاف حول نفسه أخذ يصنف جامعة الصين ويقسمها ويطرحها وتم تنقيتها بناء على شرح الصينية عنده في المكتب ليتخذ قرار، تخيل أن تكون جامعة مثل شنغهاي جياوتونق تحت تصنيف هذا الرجل جامعة عادية والتي تعتبر واحدة من أهم الجامعات التي يعتمدون تصنيفها على مستوى العالم.

الاكاديمي والطبيب والباحث لا يصلحون للإدارة مهما كانت إنجازاتهم أبعدوهم عنها فلا هم الذين أداروا ولهم الذي بحثوا ولم يتركوا أحد في حاله

ما يهمني الآن هو أبني والذي أراه مستقبل وكما قلت في مقولة سابقة “مستقبلك ليس في زمانك القادم بل في سلالتك”، العالم يتجه للتطور والتزاوج مع الآلة بشكل سريع لا يمكن اللحاق به وغالبية البحوث الآن تصب في كيف التحكم والسيطرة على أن تبقى اليد العليا لمن يصل أولا، وهذا أمر لا أجده يقلقني إلا أن التحضر لغرس مفاهيم وقيم ومبادئ لا يمكن للمستقبل الغامض والذي يكاد يكون مكشوف تمام للجميع حيث ستتمكن مع تطور التقنية أن تتنبأ بغالبية مستقبلك وحياتك بل أن تبنيها كيفما تشاء أن تنزع من الإيمان والهوية.

هل تخيلت أنك لا تتحدث اللغة الصينية يوما ولم تدرسها، ولكنك تدخل على شبكة الأنترنت وتبحث عن أفضل شخص يتحدثها بمواصفات شاعرية وبحس عربي وأثناء البحث تجد عدة خيارات أشخاص من ضمنهم صالح عايض كاتب هذه السطور، وعندما تطلب هذه الخدمة وتريد أن تحملها على ذهنك كحال أي تطبيق أو برنامج تجد رسومها 50 فرانصي، وعندما يكتمل التحميل تجد بأنك تتحدثها وكأنك تعلمتها منذ سنوات، هذا أمر جائز بل وقد حدث.

كذلك قيادة الطائرة والسفر عبر الزمن يمكن أن تقوم بتحميل البرنامج على شريحة مغروسة في جسدك تقوم بتغذية الدماغ بالإشارات المطلوبة وتتواصل مع الأنترنت، تحدث عنهذه القضية عالم المستقبل ميشيو كاكو الأمريكي من أصول يابانية.

 

 

مستقبل معرفتنا بالعقل، ومفاهيمنا عنه، وكيف يمكننا في المستقبل ان نصل للقدرة على القيام بأشياء مثل قراءة الأفكار، والسايكوكينيسيس(وتعني التحريك عن بعد بواسطة الدماغ).هذا و يمتاز الكتاب بكونه يناقش قضية العقل من وجهة نظر فلسفية، الذي -حسب ميشيو كاكو نفسه- يعد أحد أهم أسرار الطبيعة التي لم نكتشفها بالكامل بعد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى