كتاب أخبارنا

هذا ما تعلمته من أبي ..

لن أتكلم بهذا المقال : عن نعمه الوالد أو ما تعلمته من والدي وما لم أتعلمه لأنه من البديهي أن نستقي علوم الحياة من آبائنا ونتعلم مرارتها وحلاوتها وحكمة السنين ونختصر المستقبل بفضلهم بعد الله ، ولا مجال بهذا المقال للحديث عن مميزات والدي الشخصيه من هيبته الممزوجه بالفطنه ، والتي تسمو بالتجاهل عن أخطائنا ،أبي الجميل خلق والجذاب خلقه ما شاء الله وتبارك الله وربي يمد بعمره علي صحه وعمل صالحه ووالديكم والمسلمين .

عندما تخرجت من الجامعة بتخصص الاداره وهذا يناسب تجارة أبي تفجرت طاقتي وطموحاتي وأملي وشغفي بتطبيق كل ماتعلمته ، من نظريات وتجارب وتسخير العلم والتقنية بالعمل ،كانت المفاجأة أن كل ما تعلمناه يتعارض مع الواقع والقواعد والهيكلية التي بنيت عليها الاعمال مما جعلني أكسر كل القيود محاولاً تطبيق ما تعلمناه من نظريات وتجارب جعلتني أصطدم مع صاحب العمل أبي

أبي الذي علمني درس لم أتعلمه بمدرسه وهو ” أن الحياه والعمل ليست تنظير وليس كل ما بالكتب ينطبق علينا ” فما ينطبق علينا لا ينطبق علي غيرنا وما إنطبق علينا يختلف بالتطبيق عن غيرنا لما تعودنا عليه من آليات وسلوك ، وما تعود عليه سوق العمل لا يمكن تغييره بنظرية أو مقال بدون تجربه بالسوق نفسه ولا باسواق لا تتناسب وطبيعة سوقنا .

ومن خلال تجربة المملكة في رؤيه 2030 والملاحظ انها نظريات علماء وشركات إستشارية كبري وتجارب دول اخرى تطبق علي الاقتصاد السعودي ، وهذا شئ جميل ورائع أن يكون لدينا رؤية وأهداف ولكن لم تاخذ بالاعتبار مكون المجتمع السعودي وخصوصيته الاجتماعيه والاختلاف الثقافي الكبير عن المجتمعات الاخرى والاختلال الهيكلي داخل القطاع الحكومي لا من أفراد مدربين ومؤهلين ولا من أنظمه واجراءات متراكمة ومتغلغلة بالاقتصاد.

والاعتماد علي هيئات وجهات موازيه للقطاع الحكومي ومستشارين متعاقدين برواتب عالية ومتخرجين حديثاً داخل القطاع الحكومي لتطبيق النظريات وعمل التجارب من الصفر وكانت النتيجة تهميش عدد كبير من موظفي الحكومة أصحاب الخبرة والذين لديهم الجاهزية للتغيير ، فلو تم الإعتماد عليهم وتحفيزهم وتدريبهم علي برامج واجراءات الرؤية واعادة هيكله القطاع العام وأنظمته ولوائحه ليقود عملية التغيير الفعال !

اولا : بدلاً من أن ننشئ الحكومة من القادة والمستشارين وادارات متحررة من القيود الحكومية لتحقيق الرؤية داخل الحكومة القديمة من موظفين نعتبرهم قدامى مع أن فيهم الكثير من اصحاب الخبرة والتخصص ولكن مكبلين بالقيود والمزايا الحكومية المعقدة ، وليس لديهم نفس الرؤية ولا الاهداف ولا الدعم والتحفيز والتهيئة والتدريب وهذا نتج عنه تكاليف مضاعفه واحباط وضعف بالإنتاجية والجودة
ثانيا : أن أهداف الرؤية مبنية علي مؤشرات ومقاييس محلية وعالمية تراكمية وهذا حسن لتحسين جودة الخدمات ، وكنا نأمل ان يكون هناك مؤشرات ومقاييس واقعية ليكون هناك منجزات حقيقيه ، مثل توظيف عدد معين من الخريجين أو بناء عدد معين من المدارس أو المجمعات أو الطرق وغيرها من المنجزات خلال فترات الرؤية نتج عن ذلك
أولاً نسب وارقام نظرية غير متحقق جزء كبير منها لاسباب عائدة لما تم توثيقة نظرياً ومتطابق مع المعايير والمقاييس النظرية ولم ينعكس جزء كبير منه علي الواقع وذلك للوصول للاهداف والمؤشرات النظرية التي قد تتحقق بدون جهد ، وهذا قد أوجد سيل كبير من الاجراءات النظرية الموثقة لتحقيق أهداف الرؤية ، ولا يوجد توثيق لما هو متحقق فعلاً
ثانياً: موظفين وادارات واقسام غير معنيين بالرؤية واهدافها
ثالثاً إجراءات حكومية كبيرة خارج نطاق الرؤيا واهدافها ولا علاقه لها بالرؤية وقد تكون في بعض الاحيان عكس الرؤية
رابعاً: تكاليف واعباء مالية متناقضة وازدواجية بالمصروفات المالي

ختاماً:- تعلمت من أبي

أولا: أن اكون عملياً بتطبيق النظريات التي تعلمتها .
ثانيا : أنان أختار المؤشرات الواقعيه التي تحقق أهداف حقيقية تعطي نتائج مثمرة ثالثاً :أن لا يؤثر ما نحدثه من تطوير علي الواقع تأثيراً سلبياً رابعاً: أن لا يسبب ازدواجية بالعمل أو تهميش لموظفين أو زيادة اعباء أو تكاليف يمكن تداركها عند الدراسة

خالد بن علي العطالله

Kalattallah@

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. الحقيقه ان أباك أطال الله فى عمره وبارك فيه مدرسه كبيره وبحرا واسع من الثقافه والمعرفه واتمنى ان تحذوا جميعكم حذوه فأنا أرى انكم حت. الان لم تستغلوا خيراته وعلمه ولم تستفيدوا منه إلا القليل ربنا يبارك فى اباك فهو بالنسبه لى مثلا اعلى

زر الذهاب إلى الأعلى