كتاب أخبارنا

هل أنت إنسان حقيقي .! ؟

مع فجر كل يوم جديد و عند اقتراب لحظة الشروق .. تلك اللحظة الفاصلة بين السكون العميق والصخب .. تلك اللحظة التي ينزل بها البشر ايديهم بعدما كانت مرفوعه للسماء كحلقة وصل بين قلب المؤمن و ربه التي يتم ارسال امانينا و احلامنا و آلامنا وخيباتنا و ذنوبنا و توباتنا من خلالها .. كأننا نفتح كتاب حياتنا أمام الله و نقرأ له حكايتنا في هذه الحياة .. عندها قد تم رفع هذه الدعوات و رفعت الاقلام وجفت الصحف … لتنقلب بعدها صفحة جديدة ليوم جديد .. ثم تشرق الشمس و تدب الحياة مثلما دبت بعد الانفجار العظيم الذي ظهر من العدم و السكون الذي كان قبله .. هنا اريد ان اتكلم عن هذه العظمة و السحر و الجمال في حياة البشرية و قصة الانسان … وكيف ان هذا الانسان خُلق في داخله عوالم أخرى لتتجلى بعدها هذه العوالم على ارض واقعه ، اعلم ان هذا مدهش و معنى عميق جداً يحتاج الى شرح مفصل ، لذلك عزيزي القارئ اريد ان اخبرك عن تلك العظمة في قدرات الإنسان اللامحدودة و التي نسيها الكثير و غفل عنها ، كيف ان فكرة ما .. او جملة ما قد تغير مجرى حياته لشدة تأثيرها عليه و قد لا يكون مدرك ان تلك الكلمة هي سبب تحول حياته لأننا لم يخبرنا احد من طفولتنا أهمية تأثير الكلمات على حياتنا و ان ننتبه بأننا مسؤولون عن أحداث حياتنا و مايحصل فيها من جميل و سيء بسبب أفكارنا و خيالنا و أحاديثنا مع أصدقائنا ، الكلمة و ما أدراك ما تأثير الكلمة ، أنت المسؤول الأول ايها الانسان عن تحريك مجرى حياتك .. ثم بعدها ينتقل تأثيرك على مجتمعك .. فتخيل انك تكون انسان غير واضح قابع في سجن الخوف من الناس و القبيلة و المجتمع … اسير لتوجيهات من هم اعلى منك ثم تبدأ بإنجاب سلالتك المكررة منك و من مخاوفك و قيودك ماذا سيحصل ؟
هنا تحدث المشاكل و الألم و الانفصال عن حقيقتك و عن روعة روحك و سيبقى هذا المجتمع الذي كونته اسير لمشاكله التي تزداد يوماً بعد يوم لماذا ؟
لأنه يخاف الخروج من منطقة الراحة التي اذا خرج منها سيهتز كل ماكان يعتقده صحيحاً و تتساقط كل أقنعة من كان يعتبرهم قدوة له .. لانه اصبح يرى بعين روحه الاتية من السماء و التي تعرف الحقائق .. هل ادركت معي الآن خطورة و تأثير الأفكار و المعتقدات و الكلمات ؟
هل تفضل الآن ان تعيش بحقيقة روحك النورانيه ام بالقالب الذي شكلوك عليه و خدعوك بأنه انت هكذا فقط و لا يمكن لك ان تتعدى اكثر من ذلك ؟
هل تعلم الان ان سبب تفشي العنصرية بيننا و اطلاق احكام متنوعه على الاخرين و نبذ المختلفين عنا فكرياً هو سبب تجاهلنا لحقيقة ارواحنا و العيش على الافكار الخارجيه و التوجيهات الخارجية فقط كأننا لا نستطيع ان نعرف المناسب و الغير مناسب .. الصحيح و الخاطئ .. الحقيقة والكذب .. رغم اننا نملك بوصلة داخلية تدلنا !
بوصلة الروح ستدلك على الاشخاص المتنورين الذين يقبلون جميع انواع الاختلافات بحب واحترام و جميع المتناقضات بوعي وحكمة .. ستدلك عندما تثق بها وتطهرها من جميع طبقات الزيف التي غطتها اعوام طويله ، فأريد منك عزيزي القارئ بأن تسأل نفسك دوماً هذه الاسئلة التي لو طرحها الجميع على أنفسهم و بحثوا عن اجاباتها لأنحلت مشاكل كثيره جداً و لعشنا في سلام ..

هل انا حر فكرياً ؟
هل انا اعيش حقيقة روحي وغايتها التي اتت من اجلها ؟
هل انا اعيش السلام بمعناه الحقيقي؟
هل انا اقبل جميع المختلفين عني فكرياً او دينياً او عرقياً او أياً كان اختلافهم عني بحب واحترام ونتشارك الحياة لأننا جميعاً أتينا من مصدر واحد و نحب إله واحد و لا يميزني شيء عن الاخرين سوى صدقي مع الله وسعيي في الخير ؟
هل انا اتطور كل سنة و اتوسع فكرياً و روحياً ومادياً نحو الافضل والاجمل من خيرات الحياة و تكشف لي الحياة بعض من اسرارها؟

ان كانت اجابتك نعم على جميع هذه الاسئله فهنيئاً لك انت انسان حقيقي و يعيش حقيقته السامية على هذه الارض ، وبوجودك انت تساهم في صنع حياة جميلة و نشر جمالك في محيطك و تخفف على هذه الارض اوجاعها فشكراً لك ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى