كتاب أخبارنا

معالجة التشوه البصري بالفوتوشوب ..!

على الحساب الرسمي لإحدى أمانات المناطق، ظهرت تغريدة تحتوي على صورتين لقبل وبعد معالجة التشوه البصري، وبعيدا عن أن الصورة الأولى (قبل) التقطت تقريبا بجوال Nokia N70 موديل 2005 إلا أن المخجل في الأمر أن الصورة (بعد) التقطت تقريبا بالعدسة نفسها، لكن تم تصحيح ألوانها، ولم يكتف هذا الـ editor بهذا التصحيح، بل وجد أن التشوه البصري لم يعالج بشكل مرضٍ من قبل المقاول المنفذ، فعدل الصورة بما يعرف بخاصية (فرشاة إخفاء العيوب)، ورغم أنه أخفى عيوب ذلك التصحيح للتشوه فإنه أظهر عيوب إهمال التواصل المؤسسي والقسم الإعلامي ليس بتلك الأمانة فقط، بل على مستوى وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان.

ورغم أن التعليقات تظهر استهجانا لأفعال تلك الأمانة التي ذهب البعض لذكر أسماء منها وكيف ارتبط بعضهم بإعلانات نزاهة، وما زال بعضهم يقبع خلف القضبان حتى اليوم، إلا أن هذا ليس مناسبا مع تلك الصورة، فهذه الأمانة في الحقيقة تعالج التشوه البصري في أماكن أكثر وأهم مما ظهر في تلك الصورة المخجلة.

ولكن السؤال لماذا ظهرت تلك الصورة بذلك المنظر؟ ببساطة سأذكر لكم ما حدث مع صاحبنا، وهو خريج أحد أقسام الإعلام، وذهب إلى تلك الأمانة تحديدا وعلى عدة سنوات متلاحقة، وبتلاحق عدد من الأمناء عليها، وفي كل مرة يستجديهم توظيفه أو التوصية بذلك للوزارة، أو حتى العمل التطوعي في القسم لعدة أشهر ويكون بذلك تطوعا تحت التجربة، وفي حال نجاحه يوصى بتوظيفه، المهم أنه ورغم المحاولات المستمرة، وجد منهم ردا أنه قد يمكن توظيفه مستخدما بإحدى الشركات التي لديها مشاريع مع الأمانة، ومن ثم تكليفه بذلك العمل الإعلامي وبمرتب عال جدا يبلغ 2700 ريال، ورغم أن صاحبنا وافق على ذلك فإن ذلك الوعد لم ينفذ، وبقي صاحبنا بلا وظيفة وبقي مشغل ذلك الحساب الرسمي على حاله.

للأسف، فإن بعض الجهات الحكومية تتعامل حتى اليوم مع القسم الإعلامي مثلما كانت تتعامل مع الأرشيف، فهو المنفى للموظف الذي لا تريد منه شيئا ولا تهتم بشهادته أو عمله، المهم أن يبقى جالسا على مكتبه طوال النهار، وإن فكرت تلك الجهة بتطوير ذلك القسم اشترت كاميرا احترافية بعدسة لها قدرة تقريب لتصوير المريخ، فقط لتوضيح كم «شعرة شيب» في «ذقن» مسؤول تلك الجهة، والتي لا يعي القسم الإعلامي بها إلا، أين ذهب، ومن أين أتى، وفي أي «بوفيه أفطر».؟

ما أريد قوله، إنه حتى «البيت الأبيض» وحلف دول البحر الأسود وكل ما له أهمية وما ليس له أهمية، يحرص على أن تكون له بوابة إبراز لجهوده وأعماله بشكل حقيقي، فقلدت بعض جهاتنا ذلك بشكل أعمى، ولكنها كشفت بذلك ضعف جهودها الداخلية، فإن كان المقاول المنفذ لتلك المعالجة لم يعمل بشكل جيد، فكذلك الوزارة لم تهتم بتمكين كل موظف في مجاله وإلا لما رأينا «معالجة التشوه البصري بالفوتوشوب»

نقلاً عن “الوطن”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى