كتاب أخبارنا

قلب السياق الاجتماعي

السياق هو المحتوى الذي من خلاله يتم ايصال معنى معين فلكل نص سياق و بواسطته يتم ايصال المعنى للمتلقي والسياق الاجتماعي هو ذلك النص( باعتبار جميع وسائل التواصل والقنوات الاجتماعيه نصوصا ذات سياق ) الذي من خلاله نفهم توجهات وافكار المجتمع .وينشئ هذا السياق ويتكون ابتداءا عبر الافكار الموروثة على شكل الاعراف والعادات والتقاليد التي قد تمتزج ببعض الافكار الدخيلة التى تطرا على مجتمع ما عبر قنوات التواصل المختلفه او الفضائيات المنتشرة وما تبثه من افكار مختلفة تسهم في تكوين مفاهيم جديدة.
فاذا نظرنا مثلا في السياق الاجتماعي لسكان المملكه قبل ثلاثين عاما نجد اختلافا كبيرا بين ماكان بالامس وما اصبح اليوم بل ونجد ان من تربوا في ذلك العقد واستقوا من سياقه نشاوا بافكار مغايرة تماما لمن بداوا حياتهم قبل عشرين عاما او من يسمون بجيل التسعينيات والالفينيات مانراه اليوم هو عبارة عن مزيج من الافكار التقليدية التي جاء عصر التكنولوجيا والعولمه والانفتاح المعلوماتي مغيرا لكثير من خصائصها ومتحررا من كثير من محتوياتها التي قد تسمى في عصرنا الحالي بالقيود الاجتماعية.
فإذا كان بالامكان تغيير السياق الاجتماعي عبر تلقين افرادة مجموعة من القيم الجديدة فلم لايمكن توجيه و قولبة هذا التغيير باتجاه السياق المطلوب.

 

 

نستطيع البدء بقلب السياق الاجتماعي لما يخدم المجتمع مثلا عبر تغيير ثقافة العيب الى ثقافة الصواب والخطا وتغيير ثقافة التكفير الى ثقافه التفكير  واحلال ثقافة تكوين الاخر الى ثقافة التعايش الاجتماعي . وعبر تغيير ثقافة السباب الى ثقافة الثقة بالذات وكل هذا التغيير انما يتم ابتداء في المجتمعات المصغرة او داخل الاسر وداخل المدارس ويظهر اثره في المجتمع ككل . فعبر بناء الأسرة السليمة تبنى حضارات وتهدم اخر والتحرر من السياق الاجتماعي اصعب بكثير على افراد المجتمع من قلبه فقلبه قد ياتي على خطوات ومراحل اما التحرر منه فيعني الخروج عن المعتاد او بمعنى اخر الخروج عن السياق. وهو امر غير محبب في بعض الاحيان بل ومكروه ومنبوذ فاعله في بعض الاحيان الاخرى. وخصوصا ان بعض اجزاء السياق عادات محببه وراسخه وفي نفس الوقت صحيحه وتغييرها يقتضي الشذوذ عن المالوف كبعض الظواهر التي اصبحت منتشرة في المجتمع كالتحول الجنسي مثلا او ادعاء التحرر الزائف .
ونعود للقول بان السياق الاجتماعي انما هو قالب صب فيه المجتمع بعاداته وتقاليده صفات الافراد وقولبهم الى فئات ذات صفات محدده .هذا القالب يتغير ويتجدد وبتغيرة تنشأ العادات والتقاليد بل والمفاهيم الجديده. وتغيير وقلب السيء منه هو مسؤولية جميع افراده الراغبين في تسيير السياق نحو غد افضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى