كتاب أخبارنا

صرعة

مواقع التواصل. ذلك العالم السحري الآسر بكل مايحمله من تسلية ومتعة. لايخلو هاتف منها_سوى هواتف الأذكياء من آبائنا الذين قرروا أن يكونوا أكثر حكمة مما تحمل أيديهم _ولا يكاد يخلو حديث من ذكرها. تلك المواقع المجانية التى أصبح الجميع فريستها وفريسة ماتعرض.

 

“إذا لم تدفع من أجل السلعة فتأكد أنك أنت السلعة” مقولة أجهل قائلها لكني أتفق معه. هذه الشركات القائمة والتي يتقاضى مالكوها وموظفوها رواتب بارقام مليونية لن تعمل بالمجان. فهؤلاء لايهتمون بالأعمال التطوعية والمبادرات الإنسانية. وهم طبعا لايقدمون سلعاً واضحة بل يزدادون ثراءاً مع ازدياد عدد مستخدمي مواقعهم_ أو سلعهم البشرية. تلك الأفخاخ التي أصبحت أعيننا وأفواهنا وعقولنا وحتى جيوبنا مدمنة عليها وعلى ماتطرح من إعلانات جاذبة وخادعة.

 

 

من مظاهر “استسلاع البشر” _إن صحت التسمية_ التي جاءت بها مواقع التواصل تغيير مفاهيمنا تجاة كل مانؤمن به. تجاة أسلوب حياتنا، قناعاتنا، احتياجاتنا، وحتى عاداتنا وتقاليدنا. كل مايطرح فيها أصبح محل قناعة تامة للبعض ومحتملة للأغلبية.

 

 

ومن أسوأ طرق الإ ستسلاع متابعة الفاشينيستات . تلك الدمى البشرية المغرية. ذات الملامح الشبه كاملة والتي أصبحنا نقارن أنفسنا وأهلينا بها. أصبحوا قدوة للنشئ وصار تقليدهم مطلب مختلف الأجيال. باتت صرعة الفاشينيستات صرعة من لاصرعة له وصرعت توجهاتهن مابقي لدينا من ثقافة. وأصبح السخف والإبتذال طريقة للوصول للجماهير التي أصبحت هي كذلك ترى في السخف نوعا من التسلية . فنرى جزءاً من المتابعين ينشدون السخف والقسم الآخر يحاول أن يجاري سخف السخفاء كي لاينعت بالرجعية ولا يقال عنه (من الطيبين) .

 

العالم الرقمي بصرعاتة المختلفة.خلق لنا عالماً مغايرا لنا ولبيئاتنا . وغير مفاهيمنا وأضحل ثقافتنا الإجتماعية الملموسة وجعلنا عبيدً للسلع وأفراداً في قطعان قناعاة دخيلة. والمشكلة أن راعي تلك القطعان جهاز تحمله أيديهم!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى