فنون نجران

عبرت بريشة الفن التشكيلي حريتها وأبدعت بمفرداتها

كانت خطوطها تنشد على مسمع الريشة، لتقرع ألحانها المساحة، فيهتزّ لها الانتباه، غبطة و دهشة. هنالك، على مشارف عطائها، شجن، فرح، بسمة و دمعة، غمرة الروح للذهاب و العودة. يدعونا التواصل لاحتساء أكواس المعاني الهاطلة على شرفات أعمالها، فتجدنا ننهل من عباراتها المنثورة على عتبات النفس و العاطفة.

ما انفكّت تعبرنا حياة تفكّك شفرتها ما بين الغموض و اللاجلي، فتغوص في دواخلنا لنشاركها نبض التلاقي، لقاء الإحساس بالإحساس، لقاء الصمت بالصمت، لقاء البوح بالبوح،… عبر تلك الأنهج، تدقّ أجراس لوحاتها، لتعلن طاعتها لأنامل أجادت التحاور بألفاظها الذاتية، تشابك ما بين التناغم و الارتباط، ما بين السكينة و الانفجار، ما بين الأنا و الأنا.

نتأبّط رقصة ألوانها لنعبر وجدانها، فإذا بنا نحلّق بين الروح و الجسد، في ربوع الفنانه التشكيلية السعودية (مها اليامي)

ريشتها الفنية·· تلامس البعد النفسي الشفيف··· تستكشف معاناة الأيام··· حالات دفينة في متاهات دقائق الساعات·· في هذا المقال·· نستدرج ريشتها الى حوار الأحلام الوردية··· نحرض المفاهيم والأفكار والقناعات··· نستقرئ ملامح رؤى الغد في مطاوي الحاضر.. هي إنسانة وجدت نفسها بين ألوان الحياة.حاولت عبر سنين مضت أن تجمع تلك الألوان لتشكل منها لوحة جميلة.

أرادت أن ترسل من خلالها إلى المجتمع المرأوي لكي يعي بأن الحرية فكر وليست جسد.

وهي متأكدة بان المرأة بالفكر تصل إلى عنان السماء.

كانت البدايات بسيطة بلوحات فنية لعدة مدارس تشكيلية تنقلت مابين التعبيرية والتجريدية …إلخ.

وظهر اسم الفنانة بصدى قوي عندما شاركت بمسابقة ملحمة الاخدود الفنية وحازت على المركز الأول بلوحة فنية مبدعة عبرت عن قصة أصحاب الأخدود بفكرة لامست مشاعر المتلقين ونالت إعجابهم.

موهبتها التي صقلتها مع الزمن جعلتها تحلق الى فضاء واسع سيعا لتحقيق جملة من الطموحات و الآمال التي تسيطر عليها. شاركت  لوحاتها في العديد من المشاركات بلوحات فنية مختلفة المواضيع والمناسبات في فعاليات وجهات عدة ..

وكانت مشاركتها الأخيرة بلوحات بورترية التي واكبت ذكرى حادثة المشهد الأليمة التي حدثت بمسجد بنجران بفعل داعشي دنيئ بتاريخ : 13 / 1/ 1437هـ , ذات بصمة قوية حركت مشاعر وألسن تلهج بالدعاء لمن استشهدوا ومن اصيبوا .

*الشهيد / علي أحمد آل مرضمه.

*الشهيد / سعيد سالم آل مسعود

*المصاب / يوسف مطلق المحامض.

تجربتها زاخرة عامرة حتى الان فيها صعود وهبوط وتخبط وقوة ، لازالت تكتشف فيها الكثير وتحاول جاهدة ان تترك بصمة وسط جيل قوي من الفنانين الشباب.

المرأة السعودية يجب ان لاتحددها العادات والتقاليد وريثة الماضي بكل مااصابه من نكوص بل معايير الحداثة والتحديث والديمقراطية حتى تستطيع ان توازي التجربة العربية والعالمية وتشكل حضورها الادبي والفني والسياسي والاجتماعي..

وفي الختام لايسعنا الا ان نشكر الرائدة في الفن التشكيلي مها اليامي التي رسمت بلون الوطن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى