كتاب أخبارنا

” رسالة مصرية في الأزمة الخاشقجية “، مواطن مصري عاش تجربة مماثلة

على مدار أكثر من أسبوعين تصدرت أخبار الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي رحمه الله كافة وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية، وبات الحديث عن خاشقجي شاغلاً رئيسياً لكافة دول العالم وعلى كافة المستويات الرسمية وغير الرسمية، إلى أن خرج النائب العام السعودي ليعلن عن إنتهاء لجنة التحقيقات التي تم تشكيلها بأمر ملكي إلى وفاة المواطن السعودي جمال خاشقجي.

الإعلان السعودي لم يكن كافياً لقطع الطريق أمام البعض من أصحاب الأغراض الدنيئة التى ظهرت بوضوح خلال الأسبوعين الماضيين، وسرعان مابدأت حملة أخرى للتشكيك فى نتائج التحقيقات التي توصلت إليها السلطات السعودية، رغم أنها تتفق شكلاً ومضموناً مع ماتردد فى بعض وسائل الإعلام الإقليمية والدولية التى كانت تتحدث عن قضية خاشقجي بغرض الوصول إلى الحقيقة وليس لأغراض سياسية معروفة لدى الجميع.

سأتحدث هنا من منظور مواطن مصري عاش تجربة مماثلة لما يعيشه الشعب السعودي الشقيق الآن فى تجربة المرحوم جمال خاشقجي؛ فقبل أحداث يناير من عام 2011 حدثت أزمة عُرفت إعلامياً لدينا فى مصر بأزمة “خالد سعيد”، الشاب الذي اختلفت الروايات حول الأسباب الحقيقة التى أدت إلى وفاته.

المهم فى الأمر ليست تفاصيل وفاة الشاب خالد سعيد رحمه الله، ولكن المهم هو ماحدث من استغلال لأزمة خالد سعيد وتحويلها إلى حالة للتشكيك فى الأجهزة الأمنية المصرية، وإحداث فجوة بين المصريين وأجهزتهم الأمنية والعمل على تزييف الرأي العام فى الداخل المصري، إلى أن انتهى ذلك بوقوع أحداث يناير من عام 2011 أو ماعُرف إعلامياً بعد ذلك بثورة الخامس والعشرين من يناير.

الآن وبعد مرور سبعة سنوات، تبينت الكثير من الحقائق وبات المصريون أكثر إدراكاً بأن ماحدث لم يكن إلا جزءاً صغيراً من مخطط أكبر لإسقاط دولتهم والإيقاع بها فى فخ الفوضى والإرهاب، وهو ماحدث جزئياً خلال السنوات الثلاث التى تلت أحداث يناير من عام 2011 إلى أن استفاق المصريون ووجدوا أنفسهم أمام واقع مخالف تماماً لما روجت له جماعات الإخوان بصبحة التيارات التى خدعت المصريين تحت دعاوى الحرية والكرامة والعدالة وماشابه من المصطلحات الثورية فارغة المضمون والتي لازال المصريون يدفعون ثمنها إلى الآن.

وبعد استيعاب المصريين لما حدث، عادوا من جديد للالتفاف حول مؤسسات وطنهم وعادت مصر لتبدأ مرحلة جديدة من البناء والتعمير.. لكن الثمن كان باهظاً ولازلنا ندفعه جميعاً من أبناء جيشنا وشرطتنا واقتصادنا وحياتنا اليومية.

لماذا أقول ذلك الآن.. أقول ذلك لأن هناك من يسعى إلى تحويل قضية الكاتب جمال خاشقجي رحمه الله إلى حالة مماثلة لحالة الشاب خالد سعيد؛ بهدف شق الصف الوطني السعودي على غرار ما حدث معنا في مصر قبل يناير 2011، وأقول ذلك لأن السلطات السعودية قطعت الطريق بإعلانها عن نتيجة التحقيقات وباتت القضية على وشك الانتهاء أمام العالم، لكن يبدو أن بعض الأطراف الإقليمية والدولية لم تُرضها هذه النتيجة، وباتت تبحث عن مدخل جديد يضمن لها الاستمرار في ابتزازها للضغط على السلطات السعودية لتمرير أجندات سياسية واضحة المعالم وجدت في أزمة خاشقجي طريقاً جيداً للنيل من المملكة وشعبها.

التجربة المصرية ليست ببعيدة، وماعانيناه على مدار سنوات من افتراءات وأكاذيب لازال حاضراً في أذهاننا جميعاً فى مصر، وليس لدينا مانقوله لكم في بلاد الحرمين سوى أن التفوا حول قياداتكم ووطنكم ومؤسساتكم، وكما نقول في مصر “إسأل مجرب ولا تسأل ألف طبيب”.

نقلاً عن “برق”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى