نجران الآن

ذاكرة أهالي نجران ترتبط بالتقارب الأسري على الموائد الرمضانية .. وطبق الرقش أهم مكوناتها

ارتبط شهر رمضان المبارك من كل عام، بذاكرة أهالي منطقة نجران، بالتقارب بين أفراد الأسرة الواحدة على الموائد الرمضانية، في أجواء وعادات مجتمعية لا تخلو من الروحانية والتآخي بين أفراد المجتمع وفق التعاليم الإسلامية والقيم العربية الأصيلة.
وتحتوي الموائد الرمضانية في نجران على العديد من أصناف الأطباق الحديثة والشعبية ، ويُعد طبق “الرقش” من أهم مكونات السفرة في شهر رمضان، بصفته وجبة رئيسة على مائدة الإفطار الرمضاني بالمنطقة، وهو عبارة عن خبز مصنوع من دقيق البُر النجراني المعروف بـ”السمراء”، يخبز على شكل رقائق، ويُقطع إلى أجزاء صغيرة بعد تجهيزه، ويوضع بعد ذلك في وعاء صخري يسمى “المدهن”، ثم يُصب عليه المرق حتى يتشبع ويوضع فوقه قطع اللحم، ويضاف له الخضار والبطاطس، ويغطى الماعون قبل وضعه على المائدة بغطاء مخروطي الشكل مزخرف مصنوع من سعف النخيل.
وأوضح المواطن علي بن مهدي اليامي في العقد الثامن من عمره، أن شهر رمضان المبارك الآن يختلف عما كان عليه قديماً من ناحية الخدمات وتنوع الأكلات على سفرة الإفطار والسحور، لما تشهده المملكة من تطور اجتماعي واقتصادي أسهم في رفاهية المواطن والمقيم، فقديماً كانت الموائد الرمضانية تحتوي أصناف مأكولات أقل من ما هي عليه اليوم، إضافةً إلى الماء والقهوة العربية والتمر وخبز التنور، مؤكداً أن العادات الاجتماعية المتأصلة في المجتمع لم تتغير كثيراً عن السابق من ناحية التجمع عند كبير العائلة على سفرة الإفطار وتناوب إعداد مائدة الإفطار بين أفراد العائلة الواحدة حتى نهاية الشهر الفضيل.
وقال اليامي: “إن شهر رمضان المبارك شهر الله، شهر التسامح وصلة الرحم، والصدقات التي يحرص عليها أفراد المجتمع ويحاولون زرعها في الأجيال، لذا نجد أن الزيارات المتبادلة بين الأقارب والاجتماع على موائد الإفطار والسحور من العادات الأصيلة في المنطقة التي تنمي اللحمة المجتمعية وتقوي أواصر العلاقات الأسرية”.
بدورها ذكرت المواطنة خديجة محمد، في العقد السادس من العمر، من الأسر المنتجة، وتعمل في تجهيز الأكلات الشعبية بالمنطقة، أن الأكلات النجرانية ومن أهمها الرقش وخبز التنور تمثل أهم المكونات الرئيسة في السفرة النجرانية سواءً على مائدة الإفطار أو العشاء، ومن ذلك ما تتلقاه من طلبات لتجهيزها عبر مشروعها في إعداد الوجبات للزبائن ومن الأهالي والمقيمين في المنطقة.
يُذكر أن هيئة فنون الطهي أقرت “الرُقش” طبقاً رسمياً لمنطقة نجران بوصفه الأكلة الشعبية الأولى في المنطقة، وذلك ضمن مبادرة “روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق” التي أطلقتها الهيئة مطلع عام 2023م؛ التي تهدف الاحتفاء بثقافة فنون الطهي السعودي، والاستثمار في قيمتها الرمزية، وتوثيق وصفاتها المتنوعة، من أجل تعزيز تداولها بين عموم الجمهور من مختلف الشرائح محلياً ودولياً، والمحافظة عليها بوصفها وجهاً من أوجه التراث الثقافي لمختلف مناطق المملكة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى