نجران الآن

جامعة نجران ووطأة التجاذبات التي خلقت شرخا في علاقتها بالمجتمع في المنطقة

 

في تقرير نشرته جريدة عكاظ على صفحتها هذا اليوم الخميس  الموافق / 15 / محرم / 1439هـ لُخص فيه لمدير جامعة نجران المعين الدكتور فلاح السببعي الأوضاع المترديه التي تعيشها جامعة نجران في ظل التجاذبات الحاصله بين مسؤولين في الجامعه والمجتمع والتي وصلت بعض قضاياها الى المحاكم.

جاء فيه:-

يدرك المراقبون للشأن التعليمي أن ملف «توظيف الأقارب» هو الأصعب والأثقل حملا في بعض الجامعات، التي وجدت نفسها في معترك القيل والقال، لتحتل الصدارة في واجهة الاتهامات، سواء مباشرة من بعض المحسوبين على تلك الجامعات، أو من خارج الوسط ممن يتداولون ما يقال في فضاءات الشبكة العنكبوتية، وساحات مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

ولأن الحقائق التي لا تدحضها الوقائع والبراهين، تظل متأرجحة بين الزيف والحق، يجد مدير جامعة نجران الجديد الدكتور فلاح السبيعي، نفسه أمام أول الملفات الساخنة، التي أثارت جدلا، وتجاذبات بين مسؤولين في الجامعة وعدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من بينهم إعلاميون، وصل بعضها إلى أروقة المحاكم.

 

لكن الأمر الذي تفصله المحاكم، ربما لا علاقة له بوقائع ما يقال، لذا فإن الملف يظل حاضرا في الجامعة، ولا يمكن غض الطرف عنه إلا بحسمه ببراهين نفيا قاطعا، يعيد الأمور لنصابها، وشفافية حاضرة تلجم ما يمكن أن يقال قبل أن تسكت ما قد قيل.

 

السبيعي صاحب خبرة الـ 12 عاما في الشورى، والممثل للمواطن في أروقة مجلس «التشريع» وصوت المواطن، يجد نفسه اليوم أمام معترك هو جدير بحسمه، ما دام لديه من الخبرة التراكمية وجدارة ما أوصلته لهذا الموقع، مدعوما بإرادة ملكية ستمكنه من وضع حد لهذه التجاذبات.

 

وإذا كان السبيعي ظل على مدى أكثر من عقد صوتا لرأي المواطن لصناعة التشريعات والقرارات الحاسمة، فإن الملف حتما يتطلب منه شخصيا تقصي الحقيقة، ومواجهتها، من خلال مسؤولياته وواجباته كمدير لجامعة وليدة تئن من وطأة التجاذبات التي خلقت شرخا في علاقتها بالمجتمع في المنطقة.

ولكي تسير العملية التعليمية في جامعة نجران كما هو مرسوم لها، ولكي تكون منارة للعلم، ومنبرا لتغيير نمط تفكير البعض في التعاطي مع مسؤولياته، ولكي يشعر الجميع أنها أوجدت بيتا للجميع، فإن قضية الاتهامات المتبادلة التي ضاعت ما بين الإثبات والنفي، والمتعلقة بالتوظيف في الجامعة، تحتاج من مدير الجامعة الجديد وقفة صارمة في كل الاتجاهات، فإن كانت حقيقة دامغة، فالمطلوب المعالجة الفورية وإعلان من تسببوا فيها، وإن كانت اتهامات فحماية من طالتهم وإعلان براءتهم.

لاشك أن مهمة الدكتور السبيعي لن تكون سهلة، وتحتاج إلى الجرأة والشفافية في اتخاذ الإجراءات، ولاشك بأنه سيكون بين مطرقة الأوراق التي أثيرت وتحمل بيانات –يقول من سربوها أنها حقيقية- تشير إلى أسماء أقارب لمسؤولين في الجامعة، وبين نفي هؤلاء المسؤولين ومطالبتهم بمحاسبة كل من تطرقوا لهذا الأمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن استقرت هذه المطالبات في المحاكم.

ينتظر من مدير جامعة نجران تهدئة النفوس والتأكيد على الرسالة السامية للجامعة، من خلال إعلان حقيقة ما أثير في ظل صمت غير مبرر من الجهات الرسمية في الجامعة، وانبراء البعض منهم بطريقة، خصوصا للدفاع عن أنفسهم، وهذا لن يتأتى إلا بالشفافية وإعلان حقيقة ما يثار حول توظيف الأقارب في الجامعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى