متفرقات

تعرف على قصص موت أكثر من 250 شخصاً أثناء سعيهم لنيل الإعجاب على فيسبوك و تويتر

نشرت نتائج الدراسة التي قامت على تحليل التقارير الخبرية المتعلقة بوقائع وفاة 259 شخصا والمرتبطة بالـ”سيلفي” خلال الفترة بين أكتوبر 2011 ونوفمبر2017، في عدد يوليو- أغسطس من دورية “طب الأسرة والعناية الأولية.”

وبين الحالات الـ 259، اكتشف الباحثون أن السبب الرئيسي للوفاة هو الغرق، يليه الحوادث المرتبطة بوسائل النقل مثل محاولة التقاط “سيلفي” أمام قطار مقبل والسقوط من ارتفاع شاهق، وتتضمن الأسباب الأخرى للوفاة إثر التقاط “سيلفي” الحيوانات، والأسلحة، والصعق الكهربائي.
وقال أجام بانسال الباحث الرئيسي بفريق الدراسة في تصريحات لصحيفة “واشنطن بوست”: “لقد أصبحت الوفاة إثر الـ”سيلفي” أزمة رئيسية فيما يتعلق بالصحة العامة”.
ورغم أن الدراسة حددت الهند كصاحبة أعلى معدل للوفيات على إثر الـ “سيلفي” وذلك على مستوى العالم، إلا أن تقارير متعددة حول وقائع مماثلة وردت أيضا من روسيا، والولايات المتحدة، وباكستان، ويوضح بانسال أن في حين كون التقاط “سيلفي” ليس بالفعل المميت في حد ذاته، إلا أن الخطورة ترتبط بالمجازفة التي يتخذها البعض من أجل اتخاذ اللقطة المثالية.
ويضيف بانسال قائلا: “إذا كنت تقف ببساطة للحصول على سيلفي مع أحد المشاهير أوما شابه، فهذا ليس بالأمر المضر، أما إذا كان هذا الـ “سيلفي” مرتبط بسلوك ينطوي على المجازفة فهذا ما يجعل منه أمرا خطيرا.”

وأعرب بانسال عن شعوره بالإنزعاج لكون أن العديد من وقائع وفاة “سيلفي” مرتبطة بشباب، موضحا أن أكثر من نسبة 85% من الضحايا ينتمون للفئات العمرية بين10 و30 سنة.
وأضاف “أن أكثر ما يقلقني أن سبب الوفاة يمكن دوما تجنبه، وهذا العدد الكبير مات لمجرد رغبة المرء في اتخاذ اللقطة المثالية سعيا وراء الإعجاب وإعادة النشر عبر فيسبوك وتويتر وغيرهما من مواقع التواصل الإجتماعي، لا اعتقد أن المسألة تستحق المجازفة بحياتك من أجل شيء كهذا.”
ورغم أن وقائع الوفاة التي تضمنتها الدراسة تبدو مرتفعة، إلا أن بانسال رجح أن يكون هناك المزيد من الحالات التي لم يتم توثيقها بسبب بعض الأمور المتعلقة بصياغة التقارير الخاصة بالوقائع ذاتها.
ففي عام 2018 وحده، جرت عدة وقائع وفاة متعلقة بمحاولات التقاط “سيلفي”، ففي شهر مايو، ذكرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن رجلا في الهند حاول التقاط “سيلفي” مع دب جريح لينتهي به الأمر وقد تعرض للنهش حتى فارق الحياة، والشهر الماضي فقط، لقى شخصان بالولايات المتحدة مصرعهما في حادثين منفصلين لهما علاقة بالتقاط “سيلفي”.
وتذكر شبكة “أيه.بي.سي” للأخبار أن متسلق (18 عاما) لقي حتفه عندما سقط من ارتفاع 800 قدم من فوق جرف بمتنزه “يوسيميتي الوطني”، وأوضحت والدة الضحية أنه كان يحاول التقاط “سيلفي” عند حافة شلالات نيفادا، أحد المعالم الرئيسية بالمتنزه، عندما سقط ولقي مصرعه.
وتقريبا بعد مرور أسبوعين على هذه الواقعة، لقت سيدة ( 32 عاما) من كاليفورنيا مصيرا مشابها في أثناء قيامها بالتسلق بـمتنزه “بيكتشارد روكس ناشونال لايكشور”، عندما سقطت بعد وقوفها على حافة جرف يبلغ ارتفاعه 200 قدم لأخذ بعض لقطات الـ “سيلفي”، وذلك وفقا لما أوردته صحيفة “ديترويت فري بريس”.
موهيت جين، جراح تقويم عظام والذي لم يشارك في الدراسة الأخيرة ولكن لديه أبحاثه المتعلقة بحالات الوفاة بسبب الــ “سيلفي” وصف مجهود بانال ورفيقيه من الباحثين تشاندان جارج وأبهجيتي بكارا بـ”الضرورية”، وذلك حتى “يدرك الناس أنه من الممكن أن يلقى المرء حتفه أثناء التقاطه سيلفي”، وكان جين قد نشر دراسته العام الماضي والتي تناولت حالات الوفاة المرتبطة بــ “السيلفي” في دورية “السيطرة على الإصابات وتعزيز السلامة”
وصرح جين لـ”واشنطن بوست” قائلا: ” أحيانا لا ترى الأعين إذا ما كان العقل لا يدرك”، وكانت أبحاث جين قد انتهت إلى أن 75 شخصا لقوا حتفهم أثناء محاولة التقاط “سيلفي” خلال الفترة بين عام 2014 ومنتصف عام 2016.
ويقترح بانسال أحد السبل الممكنة للحيلولة دون وقوع حالات الوفاة المرتبطة بـ “سيلفي”، وهو إنشاء مناطق “حظر سيلفي” ، بحيث يحظر التقاط ” سيلفي” في مناطق بعينها مثل قطاعات المياه، وقمم الجبال، وأعلى المباني شاهقة الارتفاع.

وقد بدأت عدة الدول مثل الهند وروسيا وإندونيسيا في إتخاذ إجراءات لتثني الناس عن التقاط صور”سيلفي” خطرة.
فقبل ثلاثة أعوام، وفقا لما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية ” بي.بي.سي”، أطلقت روسيا حملة ” سيلفي آمن” والتي حملت شعار “حتى مليون شارة إعجاب على مواقع التواصل لا توازي حياتك وسلامتك”.
ووفقا لما ذكره جين في دراسته فأن الحملة ذاتها تضمنت توزيع رسم معلوماتي يحتوي أيقونات تؤشر لأفكار “سيلفي” السيئة وتبرز هياكل تقف على أعمدة للطاقة، فيما تحمل بنادق.
ذكرت صحيفة “جارديان” أن في عام 2016، أعلنت مدينة مومباي الهندية عن 16 منطقة “حظر سيلفي” بعد الزيادة العنيفة في وقائع الوفاة المتعلقة بالتقاط “سيلفي”. وفي مطلع العام الجاري، أعلن متنزه وطني في إندونيسيا أنه سيعمل على تخصيص منطقة آمنة لإلتقاط الصور بعد أن لقت متسلقة مصرعها فيما كانت تحاول التقاط “سيلفي”، وفقا لما ذكرته صحيفة “جاكرتا بوست”.

مصدر التقرير : الشرق الاوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى