وطني ٨٨

تحتفل مملكتنا الحبية بذكرى تأسيسها الثامن والثمانين. حيث تمتلئ الشوارع بالأعلام ،والبيوت والمدارس تضج بالأهازيج والأناشيد الوطنية. وتطلى الوجوه باللونين الأخضر والأبيض، وتكاد الأعلام تنفذ من محلات القرطاسيات ،ويصبح اللون الأخضر هو اللون الدارج في الأسواق والمحلات، وترى الأعين تتلألا بالأخضر إنعكاسا لما تراه. فهنيئا لك ياوطني فرحة بناتك وأبنائك بذكرى تأسيسك.
وينتهي اليوم الوطني .ومثل كل عام. ننسى كل مامنحنا إياه الوطن. وننسى ماتغنينا به. بل وننسى ما تعنيه الوطنية وما تقتضيه. ونتجاهل واجباتنا تجاه وطننا. وكأن تذكيرنا بيوم الوطن إنما هو مهرجان لا أكثر. فنلوث شوارعنا ومنتزهاتنا بالقاذورات. ونملأ جيوبنا بالمال الفاسد، ونخرب جدراننا ونحطم حدائقنا وننشر الفرقة بيننا بعنصريتنا وتزمتنا وعدم تقبلنا لمن سمحنا لأنفسنا بجعلهم الآخر. ونشكك بقدراتنا ونعطل رؤيتنا للمستقبل بسوء الظن والعمل . فأين ذهبت الوطنية التي نتغنى بها كل عام.
مسؤوليتنا تجاه وطننا لا تقتصر على الإكتساء بالأخضر ،أو الرقص على أهازيج الأغاني الوطنية أو حتى التذكير بأهمية الوطن. واجبنا هو العمل بما تقتضيه الوطنية من حب للوطن وما يعنيه الحب من اظهار للولاء. وعلينا كذلك أن ننشر ثقافة الوطنية لدى النشيء وأن لايكون الإحتفال باليوم الوطني مجرد حفل عابر وفرصة للحصول على إجازة من العمل. بل يجب إن يكون تذكيراً سنويا بمسؤوليتنا تجاه وطننا الحبيب وضرورة الإلتزام والإيمان بهذه المسؤوليات لنستحق أن ننتمي لهذا الوطن وأن يطلق علينا لقب مواطنين حقاً.