كتاب أخبارنا

تحدث “العَالِم” فأنصت الجميع..

بسم اللَّه الرحمن الرحيم.
والصلاة والسلام على رسوله الكريم .
وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
أما بعد:
ففي يوم مشهود.
قريبًا من الأخدود.
ومن جوار المؤمنين الذين قتلوا ظلمًا وعدوانًا.
وقف ذلكم العالم النحرير الجهبذ-كالجبل الأشم-أمام جموع قبائل يام وهمدان ومكرم العظيمة وأهالي نجران كافة،فأطفأ نار الفتنة وأزهق الباطل وثبت الحق وكان بردًا وسلامًا على النفوس المشحونة والعيون الدامعة والقلوب المكلومة.

فلا غرابة ولا صدفة،فهو”التقي النقي الطاهر العلم”…لاغرابة ولاصدفة فهو الذي تعرف بطحاء نجران وطأته،و”البيت يعرفه والحل والحرم “…لاغرابة ولاصدفة فهي عادته وعادات أسلافه حمْيَر ملوك العرب الكرام.

لا غرابة ولا صدفة فعادته دومًا أن يكون”حمّال أثقال قوم إذا افتدحوا…حلو الشمائل تحلو عنده نعم”.

في ذلكم اليوم المشهود سيشهد التاريخ ويسجل بمداد من ذهب أن العالم الجليل /علي بن حاسن المكرمي وقف كالصقر ،والناس من حوله وأمامه في لحظة صمت ثم قال:”أيها الناس،قال تعالى”ولا تزر وازرة وزر أخرى “.

لا غرابة ولا صدفة في ذلك الموقف المهيب الذي اقشعرت منه الأبدان أن يقول الشيخ مانع بن سالم بن منيف كلمة صدق لوريث علوم العترة الطاهرة ومقتفي أثرها :”أنت قدوة حسنة في الدين والدنيا”.

في ذلكم اليوم المشهود ظهرت معادن الرجال وتجلت حكمتهم وحنكتهم وتسامحهم ورفعتهم وسؤددهم وظهرت فطنتهم وسحر بيانهم واستطال على العز والخير سلطانهم فلا غرو فهم لكل ذلك أهل ماضياً وحاضرًا.

لقد قطع هذا العالم الزاهد الورع بسيف الحق ما استغلق على الأفهام وما حارت عن إدراكه العقول في ثوانٍ معدودات وقد جسّد بهذا في عيون الناس جميعًا وكل أشراف الرجال وأحرارهم وافذاذهم من مختلف المشارب والأصقاع،جسّد السمو والعلو والتألق في أروع الصور وأبهى الحلل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى