نجران الآن

“تحدث العربية” في نجران

لأن اللغات هى همزة الوصل بين الشعوب، وهى طريق الاتصال بين المنظمات، لذا فقد شددت منظمة الأمم المتحدة بضرورة الحفاظ على تعدد اللغات وتعظيم استخدامها حتى تكون الأمم ‏المتحدة وأهدافها وأعمالها مفهومة لدى الجمهور على أوسع نطاق ممكن، لذلك تبنت العديد من الإجراءات منذ عام 1946 حتى يومنا هذا لضمان فعالية التواصل بين شعوب بالعالم، ولهذا اعتمدت إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام قرارً للاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة، ومن بينها تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190 (د-28) المؤرخ 18 ديسمبر 1973، وقررت الجمعية العامة بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.

ولأهمية هذا اليوم قامت لجنة التنمية الإجتماعية ممثلةً بالملتقى الإعلامي الرقمي بنجران، بالإحتفاء بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وإقامة فعالية تعريفية ثقافية يومي الخميس والجمعة، تطرقت لتاريخ اللغة وأهمية التخاطب والإعتزاز بها، كما شارك بالفعالية النادي الأدبي الثقافي بنجران من خلال توزيع عدد من الكتب والقصص التي تدرس اللغة والحرف العربي.

هذا وحفلت الفعالية على مدار اليومين الماضيين بنشاط إهتم بالأطفال الذين شاركوا بقراءة القصص القصيرة ومسابقة تلوين الأحرف العربية وتشكيل الجمل، وتقديم الهدايا ورسم الحرف على الوجه وكتابة الأسماء بالخط العربي.

كما تم توزيع العديد من المطبوعات للتعريف ببعض الكلمات والجمل المتداولة بين الناس يعتقدون أنها صحيحة، ولكنها خاطئة نطقاً وكتابة ولا تنتمي للغة العربية، ولابد من تغييرها وتصحيحها.

وتحدث الأستاذ ناجي آل معيوف الذي أثرى الفعالية بمعلومات عن تاريخ اللغة العربية وبدايتها وكيف إنتشرت في منطقة نجران في العصور السابقة وتحديها للغّات الأخرى السائدة بالمنطقة آنذاك.

كما زخمت الفعالية بتواجد الكاتب والروائي ابن عايض صالح والذي تحدث عن اللغة العربية والذكاء الإصطناعي والتطور الذي تشهده المملكة في هذا الجانب، وأهمية مواكبة العالم في جعل اللغة العربية دليل تحكم في الآلآت والأجهزة الحديثة، وتطرق لمشروعه الثقافي الخيري ( كتاب وثواب ) والذي يتلخص في إقتناء كتاب عربي من مكتبة متجولة وتقييم سعره والتبرع بالمبلغ لأي محتاج سواء كان يتيماً أو أسرة محتاجة، ليكون هذا المشروع مساهماً في مساعدة محتاج وأيضاً في الحفاظ على اللغة العربية والثقافة والقراءة التي هي غذاء للعقل وللروح.

وفي لقاء مع مدير الملتقى الإعلامي الرقمي بنجران فهد آل لحارث، شدد على أهمية إقامة مثل هذه الفعاليات، حيث أن اللغة العربية هي لغتنا الأم وهي لغة القرآن ولغة رسالة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ولما للإعلام من دور كبير في إيصال الرسائل للمتلقي وجب على الإعلام الإهتمام باللغة العربية لذلك كانت مشاركة الملتقى الإعلامي من الأهداف الرئيسة للجنة التنمية الإجتماعية.

كما نوه عضو الملتقى الإعلامي علي عسلان بمشاركة العديد من فئات المجتمع بهذا الفعالية، وحضور عدد من أساتذة اللغة والمهتمين باللغة العربية والحرف العربي، وعزى ذلك لما للغة العربية من أهمية في الإعلام والتعليم.

وذكر محسن الدوسري نائب مدير الملتقى الإعلامي، أن لجنة التنمية الإجتماعية ممثلةً بالملتقى الإعلامي الرقمي، وبالتعاون مع النادي الأدبي يعرفون أهمية اللغة العربية لما لمفرداتها وجغرافيتها كلغة عالمية من إسهامات، ولدورها الفاعل في تكوين وتطوير الأجيال وترقية المجتمع، وما تحمله من بيان وفصاحة، لذلك نفذوا هذه الفعالية وهم دائماً ما يتواجدون ويقدمون العديد من البرامج التي تهم بالثقافة والتنمية المجتمعية، كما قدم شكره لكل من حضر وشارك من الإعلاميين والأساتذة والكّتاب والمدربين والشعراء والمثقفين، ولكل من دعم من جمعيات مجتمعية ورجال أعمال ومؤسسات، متمنياً التوفيق في فعاليات أخرى مقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى