كتاب أخبارنا

أخي المواطن الصالح : الإسماعيلي ، الشيعي ، الصوفي…أنا أسف

حينما وطأت حفى أقدام جلالة المؤسس ثرى أرض الطُهر والتُقى ، عائداً من كويت الخليج وجوهرته ، حارثاً أقطار الأقاليم ، باذراً الحُب ، وممتطياً صهوة الإصرار ، فكان سِرجهُ التوكل ودِرعهُ الإيمان القويم .

 

 

فجذب عبدالعزيز الفارس الفذ بهامة جبل اللوز من تبوك الورد ليتثنى الجبلُ إجلالاً لأبي تركي ويرسُم قبلةً عَلى ثغر موج فرسان فتُطيبهُ جازان بالفل وتُضيفهُ صبيا زبدة المانجو ، ومن على ضفاف القلزم أوحى أبو تركي إلى جدة أن أُحضني في شارع قابل الدمام ، الدمام الآتي من القُطر الشرقي رافداً الحجاز باللؤلؤ والمرجان ، ولاتسل عن إبهار عين الأحساء بُعيد إكتحالها من يمامة نجد بأنامل السلطان كحيلان .

 

 

 

وماهي سوى سنواتٍ قلائل وقد إنصهرت الأقطار المتراميةُ الأطراف جغرافياً والمتباينةُ العادات ثقافياً جميعها إنسكبت في بوتقة الحُب وقبول الآخر أنى كان ذلك المُغاير ، فعاشت البلاد وتعايشت في سلمٍ وسلام ، حيثُ أطرَ الإمام العظيم مواطني الدولة في لوحة المساواة والسواسيه ، نابذاً الفئوية وماقتاً الإقصائية ، تلاهُ أبناؤه البرره واللذين بكل دقةٍ إقتفوا أثره ، ولم يجعلوا هناك أي تفضيلٍ لفئةٍ على فئة .

 

 

فالجميع ينعم بالأمان ورغد العيش ، قابضين بأنامل الوحدة بيرق التوحيد ، ومستظلين عاتق القضاء الشرعي العادل الفريد .

 

 

إلا أنهُ مع إندلاع ما أُصطُلِح على وسمهِ بالصحوة والتي يُساورني الحدس في أنهُ تخللها هجعةٌ وغفوةٌ سنحت لبعض مجتزئي العلم من أن يكونوا ضمن منظري الركب المعتدل ، فإمتطاها منهم من إمتطاها بجهلٍ أو لأجندةٍ خفيةٌ مُستجلبة من أقطارٍ مجاوره ، ومنذ تلك الحُقبة وحكومات وعلماء ومواطني هذه البلاد يعانون ويكابدون ، حيث لم يرُق للنزر من هؤلاء المتسللين إلى منابرنا التي عُرِفت بالوسطية السمحة المستوحاة من ثوابت ديننا القويم وتشريعات بلادنا الأبية أن يبصرونا صفاً متأّزِراً الوطنيةُ والولاء لبعضنا البعض قيادةً وعلماءً وشعباً ، فلابد من تفرقتنا بالعزف النشاز على وترِ الطائفية البغيض ، وإقصاء الآخر ، وتأطير الإسلام ذلك الدين الشمولي وتضييق دائرته وحكره عليهم وعلى أتباعهم فحسب ، لدرجةٍ معها أن إساءتهم طالت حتى مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز بن باز ومن عقبهُ ومشائخُنا الأجلاء غفر الله لأمواتهم وحفظ الحافظ الأحياء منهم ، فحبلت بعض العقول سفاحاً ذلك الفِكرُ المؤدلج الذي تفتق مِنْهُ نشوء حركات الإسلام الراديكالي والتي كان أخرُها وذَنبُها على مسرح الجريمة ما عُرف بداعش والتي أمكنت منها وزارة الداخلية بقيادة ولي العهد الضرغام محمد النائف من إستئصال شأفة أولئك الحفنةُ المغرضة من وحل الضغائن وتوجيه اللدغات الإستباقية لهم مما أجهز على فلول التنظيم الإرهابي في بلاد الصمود والشرف المملكة العربية السعودية ، بل وإقتفاء أثرهم في محاضن تفريخهم خارج أسوار بلاد الجود السعودية .

 

 

ولكن بقي لدينا الفئةٌ القليلةٌ المتسلقة من الوعاظ (أصلحهم الله للسير قدماً في خطٍ موازٍ مع القيادة الحكيمة والعلماء الربانيين الأجلاء ) وهذه الفئة المُشار إليهم أنِفاً ، مازال بعضهم يُغذي الكراهية ، موزعاً الدعوات واللعنات على إخوتنا في الدين والوطن واللذين لهم مذهبهم الخاص بهم ، فيوسموا بأنهم كفار ومصيرهم سَقَر والنار !
فمن أنت أيها الخطيب النكرة حتى تُكفّر الناس جزافاً !
وكيف أنَبتَ نفسك بديلاً لله في جنتهِ وناره !
وكيف لك أن ترفض الإختلاف الحميم الذي هو سُنة الله في أرضه ، والذي تُقرهُ حتى هيئة كبار العلماء بإحتوائها لعلماءِ المذاهب الأخرى ، أوا تعترض على قدر الله !

 

 

وليكُن لك من خطبائنا المفوهين خير قدوة كسماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ، والشيخ عبدالرحمن السديس ، وغيرهم ممن إحتووا في خطبهم كافة الأطياف بمختلف مشاربهم .

 

 

أفلا يعلم بُغاة التشرذم أن أبناء سلمان الحزم والعزم في الحد الجنوبي جميعهم صفاً وحداً وأن الرصاصة التي تخطيئ الجندي السُني ليتلقفها صدر أخيه الإسماعيلي ليسارع في حمله أخيه الشيعي ومن ثم يُسعفه أخيه الآخر الصوفي ، فإن توفاهُ الله لتجدن لهم في تأبينه والصلاة عليه صفوفاً متجانسة الإرتصاص ، وأفئدة مبتهلة الدعوات بأن يجمعهم ربهم به في الفردوس حيثُ لاطائفية ولافئوية .

 

وماشهيدنا المقدام ( صالح مانع المحامض اليامي ) إلا من أوائل ممن أُستشهد في منطقة نجران حاملاً للواء الشهداء إلى نهر البيدخ بإذن الله تعالى هو ومن برفقته من هؤلاء الذين رسموا أسمائهم بدمائهم الزكية في لافتة الشرف والصمود الوطني ، والتي لا يراها ولا يُقِرُها المتعجرِف الطائفي وأقرانهُ إلا في مواطن الصراع في العراق والشام .

 

 

لذا فإنني بملء جوف فؤادي أعتذر بأثرٍ رجعي لأخي المواطن الكفء الصالح إسماعيلياً كان أم شيعياً أم صوفياً ، عن كل ثانيةٍ قضيتُها منصةً لخطيبٍ إختلس من خطبتهِ بضع ثوان ليُكشر عن توجهه البرقماتي ضد أشقاؤونا في الدين والمواطنة ، واللذين يعاضدوننا صف الذود عن الحدود ، ويشاطروننا سير الثرى ، ويناصفوننا لقمة العيش ، ويلاحموننا في التنمية .

 

 

لذا فإنهُ قد إقتضى كل من لديه ولو أدنى خفايا فكرية متطرفة مستترة أن يواكب القيادة المباركة والمؤسسة الدينية المعتدلة وهذا الشعب الوطني بمختلف طوائفه وتياراته وذلك إلى طريق السمو بقبلة الإسلام ، مما يحقق لنا بكل فلاح أمال برنامج التحول الوطني ٢٠٣٠ ، التي لن تؤتي ثمارها الناضجة التي يتوق إليها الأمير الشاب سمو ولي ولي العهد إلا في بيئةٍ متسامحةٍ ومتصالحةٍ العناصر ومستقطبةً للأطراف .

 

 

[email protected]

مقالات ذات صلة

‫14 تعليقات

  1. زيادة وعي المجتمع بكل تأكيد، ستقود الى ترك الخلق للخالق ،والقناعه بأن للإنسان حريته الفكريه مالم تدعوا الى ايذاء الغير اوالاضرار بعم ستأتي وستصبح قناعه مع مرور الوقت وتغير القناعات بالتجارب

  2. مادام ان الخطاب الطائفي لدينا يلقى رواج فلن يتخلى عنه هواته ، المقتاتين على فضلاته

  3. ( من يفجر في القطيف وتاروت والأحساء. من يقتل رجال الأمن في المنطقة الشرقية وكل يوم هناك عزاء في بيت من بيوت السعوديين.
    من تجرأ على الحكام سبًا وقذفا وتحقيرا من شأنهم رغم كل المميزات التي ناولها من هذا الوطن وقادته.
    من أظهر الولاء للأجندة الخارجية ودعاء للانضواء تحت ألوية الأحزاب الأرهابية التي أمعنت في القتل والتشريد بأهل السنة في كل بقاع الأرض.
    من روج للبدع في كل بقاع المعمورة ومنها المدينة المنورة وحالات بجوار المسجد الحرم.
    من يلعن الصديق رضي الله عنه صباح مساء ويتقرب بذلك. من يقذف حبيبة رسول الله عليه الصلاة والسلام. من يمجد من قتل خليفة رسول الله عمر الفاروق رضي الله عنه وأرضاه.
    من ومن ومن أسئلة كثيرة لم يتطرق لها الكاتب ولن يجد لها إجابة تضعه في منطقة محايدة إما لجهل منه أو لتجاهل ليكسب ود لن ينفعه وصلة مبتورة سلفا )

  4. من احتل الحرم من فجر في الرياض من قتل العسكريين في القصيم وجده والشرقيه من فجر المساجد من كفر المسلمين من خرج على ولاة الامر من؟ من ؟ الخ ،،،.
    إسقاطك هنا اخي الكريم “يوسف ال حازب ” لايحاكي فكرة المقال.

    المخرب الإرهابي الخارج على القانون من اي مذهب ومن اي دين ومن اي مله لايجير عمله على الفئه التي خرج منها مهما كان لان الاصل في الإنسان هو حب الحياه وطيب النفس.

  5. التعميم لغة الحهلاء. ومن هنا فالكاتب وأنت وقعتم في هذه الأزمة. لن ننكر أن هناك تطرف من كلا الجهتين. لكن أن نزيف الحقائق ونلمع الظواهر وننفي الخطأ هنا ندخل في دائرة التعمية وسلق المواقف حتى تظهر بشكل يغايير الواقع.
    كان على الكاتب عندما أعتذر للأسماعيلي الذي هو إحدى فرق الشيعة والشيعي والذي أشم فيه رائحة التمييز و الصوفي أن قام بنفس الاعتذار للسني الذي فجرت فيه غضبك الناتج عن التعصب للمذهب بعيدا عن مصلحة الوطن. والذي يجب أن يحتوي الجميع وأن يحرص الجميع على مصلحته والسير على منهجه الغالب الذي أسست عليه الدولة.

  6. مهما كُتب ومهما قيل فلن يتوقف هذا الموج الطائفي الا بقانون يُسن ويطبق على امام الحرم وطالب الابتدائيه بالسواء
    لن اقول إننا بوابه الشهره لصالح الحمادي وغيره ممن يمتدحنا جهراً
    ولكن سأقول إن ذات يوم سنفيق على ماهو اسوأ من تفجير المشهد لو لم يتم محاسبه (كل) ناعق طائفي

  7. اعذرني، لأن الدين النصيحه

    ولعله لا يخفى عليك حديث النبي
    في ما معناه تفترق امتي بضع وسبعين شعبه
    كلها في النار ماعدى واحده

    وحينما سأل الصحابه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ماهيا الشعبه الناجيه

    اجابهم ماكنت عليه انا واصحابي

    فمن ترك دين وسنة وطريق محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه طبيعي
    وبكل بساطه هوى من اهل النار

    الأختلاف سنة ولاكن ان تخالف
    شرع الله اختيار منك
    فحذر اخي ان تعبد غير الله
    او تتوسل لغير الله او تطلب الشفاء
    ورزق من غير الله فهذا شرك
    والله لايغفر للمشرك

    وخير الختام تحية الأسلام

  8. اللهم اهدنا الصراط المستقيم وأمه محمد ابن عبدالله أجمعين يارب العالمين وصل وسلم على خير البشر أجمعين

  9. لا تعليق مازال فيه اناس متشنجين
    ما ادري ماهو علاج هذا التشنج
    نسأل الله سبحانه زوال الغمه عن الامه

  10. لا استغرب غدا ان ارى الكاتب النعمي
    يقول لليهودي والنصراني والبوذي اسف
    ويمدحهم ويذم المسلمين .. لا استغرب ذلك منه
    ارجع لموضوعه اللي هاجم فيه اهل السنه اللي منهم حكامنا الله يحفظهم وغالبية الشعب السعودي منه ويعتذر لغيرهم من الطوائف الاخرى
    ساختصر الرد عليك يا النعمي بحديث صحيح للنبي يفحمك ويرد على تخطبطك وتسرعك وضلالك !!!
    فقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي. 
    فمن يكفر ويسب الصحابه اكيد يخالف ما كان عليه النبي واصحابه وهذه رساله الى كل طائفي يكفر ويسب الصحابه انه خارج الفرقه الناجيه بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم
    ومن يسب الصحابه معروفون لا يحتاج ان اذكرهم وبعضهم او الغالب ممن اعتذر لهم الكويتب وليس كاتب النعمي .!!!

  11. الله يعز دولتنا ويعز حكامنا والوطن خط احمر واهل نجران مثل الجبال الشامخة على مر السنين لايتزحزحون عن حبهم لوطنهم وولائهم لدولتهم سلام على نجران واهل نجران

  12. يجب علي الكاتب الرجوع لفتاوي كبار علماء المملكه وعلماء المسلمين، في حكم مذهب الشيعه والإسماعيليه والأباضيه والصوفيه وموقف الدين الإسلامي منها

  13. عزيزي لاتكن إمعة ، مقال جيد ، مثقل بالحشو ، يطير في عجة ، لا تهرف بما لاتعرف ، كان أهل السنة والجماعة وأحبابنا الشيعة يعيشون في الأحساء الحبيبة و القطيف وبقية الأماكن بسلام ولادخل للصحوة فيهم ولكن منذ خروج الخميني صاحب ثورة المجتهد تغير الحال وتبدل ولادخل للصحوة فيما تقول ، فمنذ ذلك الحين وأوضاع أحبابنا الشيعة مختلفة فهو القائل لاتقية بعد الآن .
    في الجملة مقال جيد ولكن تمنيت تحري الموضوعية والدقة في النقل.

زر الذهاب إلى الأعلى