كتاب أخبارنا

سحر مباح ..

 

” الهواتف الذكية ” ذلك الاختراع الساحر الذي قلص العالم واختصر جميع مايجب ان يختصر وجعلنا نحمل الخبر والفكر والذكر في ايدينا ونحني رؤوسنا له ذلك الاختراع الذي اغنانا عما سواه. فاصبح هو مصدر الخبر، ووسيلة الترفيه، وحتى احدى اساسيات الحياة  فمن يستطيع العيش بدونه، فوجوده صار ادمانا واستخدامة فاق استخدام العقاقير المخدرة.

اصبح تصفح الهاتف الذكي اول ما نفعله حين نستيقظ من النوم ووسيلتنا للنوم كذلك، ولا يوجد فرق في ذلك بين كبير وصغير. فقد أضحى استعماله هوس جميع شرائح المجتمع وهدفه أصاب الكل.

لقد صممت الهواتف الذكية لمساعدة الإنسان وتسهيل مهام حياته ، حيث استهدفت شركات الهاتف المحمول رجال الأعمال في التسعينات ابتداءاً،ثم تسابقت الشركات لإيجاد وتطوير هواتف ذكية أكثر تطورا واقل تكلفة للجميع ، ولكن هذه الثورة التكنولوجية تجاوزت هدفها المنشود، بحيث خدمت رجال الأعمال واستحوذت على عقول العامة.

والخطر لايكمن في استخدام الهواتف الذكية من قبل الجميع بل في ماتحمله داخلها من انفتاح ساقته العولمة. فلم تعد الأخبار مقننة وموجهة ، ولم تعد المعلومات موثقة. بل اتيح للكل المشاركة في طرح الخبر وتلقين المعلومه ، سواء كانت فنية، أو سياسية، أو أدبية أو اقتصادية أو غير ذلك. فلم تعد هنالك رقابة عل المحتوى الموجود في محركات البحث،
وللأسف، فهي تؤثر على جميع الشرائح وتسهم في تكوين توجهات الكل.

قد تكون الطريقة الأمثل لتقليل الأثر السلبي للإنفتاح الإلكتروني والمعلوماتي هي التوعية، فبدلا من الإعلانات التي تظهر فجاة لتفسد على المشاهد متعة المشاهده، تستطيع المؤسسات إقحام فيديوهات ومنشورات توعوية تندد بخطورة المواقع المضللة ، فقلما نسمع أو نقرأ نشرات أو برامج توعوية تهدف إلى التوعية بخطر الإنفتاح المعرفي على المجتمع. فهذا الأمر ليس حكراً على أولياء الأمور ، بل كذلك على مؤسسات المجتمع. فالمواقع الموبوءة كثيرة ومروجوها أكثر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى