المفسدون في الأرض

قد يتهاون البعض في وصف الفساد الاداري وتبعاته مع انهم يقرؤون قوله تعالى ( انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فساداً ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم) .
تبعات الفساد الاداري لاتقل عن تبعات الفساد في الارض الذي ذكره الله عز وجل في محكم كتابه ففيه فساد الارض وماعليها وعقوبته يجب ان تكون صارمة ورادعة ولايجب ان تكون العقوبة بالقتل او الصلب بل بقطع الايدي مجازا عن طريق بتر القدرة على الفساد وازالة التمكين او السلطة.
والفساد له عدة اشكال، منها تلقي الرشوه،الاختلاس، واستغلال المنصب او مايسمى بالواسطه وغيرها. وجميع هذه الاشكال هي سبب مباشر لمايعاني منه المجتمع من تاخر عمراني، وتعليمي،و اقتصادي وثقافي وهذا هو عين الافساد في الارض.
فبالنسبة للواسطه ،او فيتامين واو كما يسمى لدى البعض، فلها اوجه منها المذموم والمحمود. فمثلا، عندما تكون الواسطة لابراز كفاءة شخص مستحق فهي محمودة لان المستحق قد لايجد فرصة لاثبات نفسه او كفائته الا عبر الاستعانة بوسيط. والوجه الاخر للواسطه هو تزكية غير ذي الكفاءة وهي النوع المذموم وهي جالبة الفساد لانها سبب في وضع شخص عديم الكفاءة في مكان قد يملاه شخص مستحق كفوء منتج وهذا الوجه هو الوجه السائد للواسطه.
ومن اخطار الفساد بانواعه خلق نوع من التفاضل الطبقي والاجتماعي بين افراد المجتمع ،وخلق نوع من الاحباط والغيرة الاجتماعية بين الافراد. وكذلك ،فالفساد سبب من اسباب البطالة وبالتالي الفراغ والجريمة وتعاطي الممنوعات وغير ذلك من الامراض الاجتماعية التي يسهم الفساد في خلقها . افلا يستحق من يسبب الفساد اذا الى ردع حقيقي؟
وماتقوم به لجنة مكافحة الفساد مؤخرا من محاسبة بعض المفسدين يجب الا يكون فقط نوعا من انواع الدعاية التي تنتهي اما بعقوبة لاتذكر او بدفع غرامة بسيطه. بل يجب ان تكون عقوبة المفسد عقوبة رادعة لكي يكون عبرة لامثالة من المفسدين . ويجب على اللجنة كذلك ان لاتنتظر بلاغا للتحقيق ، بل يجب عليها ان تتواجد في كل وزارة .وعليها ان لاتبحث عن القشور بل ان تحقق في جرائم المفسدين الكبار قبل الصغار لتقطع دابر الفساد و لتجتث جذوره بحزم في عهد ملك الحزم.