كتاب أخبارنا

الرقش والمرق “وذ نكهة” ..!!

 

من ذا الذي لا يحب (الرقش والمرق) وبخاصة في نجران؟!!
البعض يفضل أكل هذه الأكلة الشعبية الشهيرة”وذ نكهة”بينما هناك في المقابل “وهم الأكثرية” من يفضل التمسك بأكل “الرقش والمرق ” بدون “نكهات” أي بدقيق البر النجراني الصافي الأصيل بمكوناته الأصلية والصحية بالرغم من أنه لم يعد متوفرًا اليوم بالكميات المطلوبة كما كان في الماضي!!

هل علينا لوم الذين يفضلون (الرقش والمرق) مع (النكهات) ونستخف بهم ونصادر أذواقهم وتفضيلاتهم؟!!
وهل سيجدي نفعًا لومهم وتقريعهم والحط من اختياراتهم؟!!

 

الجواب في رأيي هو(لا)…لماذا؟!!
لأن هذا العصر-شئنا أم أبينا-هو عصر النكهات الجاهزة والمضره،وعصر المعلبات،وعصر الأكل الإستهلاكي غير الصحي،وبدلًا من رفض أصحاب(النكهات)بالمطلق،علينا أن ندقق في تلك(النكهات)المضافة التي يفضلونها..هل هي وفق(المواصفات والمقاييس)المطلوبة أم مخالفة لها؟

هل تعتبر تلك(النكهات)خطر داهم على الصحة العامة؟هل لها أضرار على المدى المتوسط والبعيد؟ أم أنها مجرد(موضة) أو(فقاعة) ثم لا يلبث المستهلك ان يلفضها ويعود إلى الأكل الصحي المفيد؟!!

 

هذا العصر الرأسمالي الإستهلاكي التفاعلي بامتياز كالسيل الكبير الجارف…البعض يتهور ويقفز فيه بسيارته وأسرته معه بغباء منقطع النظير بالرغم من كل التحذيرات من الأمطار والعواصف الشديدة،والبعض يضع رجل في السيل ورجل في اليابسة، يقْدم ثم يحجم،والبعض الآخر يحاول أن يبتعد عن طريق السيل بقدر ما يستطيع،فيضع مكان سكنه وأهله في مكانٍ قريب من الجبال لتعصمه من الماء،و(يخيّل البرق) من بعيد، بهدوء وثبات، ليعرف أماكن الأودية والسيول المخيفة فيتجنبها، وليتسقط -بعد أن تهدأ العواصف – أخبار المراعي الطيبه التي لا (تفنى فيها الغنم) ولا (يموت الراعي)!!

وبعد…فأما الذين هاجموا (النكهات) بالمطلق فهم كـ (المصيّح في قفره).. لن يسمع لهم أحد..بعض هؤلاء المهاجمين صادق في هجومه وساذج في رؤيته للموضوع وإلمامه بالسنن الكونية ومجريات وتطورات العصر…والبعض من هؤلاء المهاجمين يتمنى في قرارة نفسه لو حصلت له الفرصة فينقض على”الرقش والمرق وذ نكهة”فيلتهمه!!

والبعض الآخر من المهاجمين يهاجم (النكهات) علنًا ويفضلها سرًا لكنه يتظاهر بأنه من أنصار الأكل الصحي وهو في حقيقة الأمر من مفضلي (أكل المفطحات) لكنه هاجم أهل (النكهات) على طريقة (مع الخيل ياشقرا)!!

إن الهجوم الكاسح غير الحكيم على محبي(النكهات)لن يحقق الأهداف النبيلة المرجوه والطريقة المثلى للتعامل معهم هي استخدام الطرق الذكية التي يتم من خلالها استمالتهم إلى الأكل الصحي النجراني الرائع الخالي من كل الإضافات،فهم (عشاق النكهات) ليسوا كلهم سوء، فهناك جوانب خيّره فيهم يمكن الإستفادة منها لصالح المنطقة وأهلها بعد ترويضهم وتهذيبهم وتشذيبهم بما يناسب الذوق العام،فإن حصل فائدة منهم فبها ونعمت وإن لم فالأمر ليس إلا(نكهة) لا تلبث أن تزول!!

ولكن هناك سؤال مهم مازال معلقًا ويحتاج إلى بحث وهو لماذا علينا في المجتمع السعودي عامة ونجران على وجه الخصوص أن نختار بين اتجاهين على طرفي نقيض،بين (وذ نكهة) أو أولئك الذين يودون (هدايتنا من الضلال إلى الطريق المستقيم) ؟!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى