سوق النخاسة الحديث

اشتريت خادمة !!! عبارة نسمعها كثيرا من قبل اشخاص جعلوا من العاملات والمساعدات المنزليات سلعة للتداول واعادوا للاذهان بشكل او باخر سوق الرقيق الذي عفا على ثقافة وجوده الزمن.
نرى اليوم مكاتب الاستقدام تتفنن في عرض الجواري للمشترين وتتفاوت اسعارهن تبعا لدول المنشا. فهذا رقيق ابيض وذاك اسود وبين هذا وذاك فرق في السعر يحدده المكتب الذي يضع سعر سلعته ويزايد فيها دونما ذكر مبرر للشاري. ذلك الشاري الذي يتفقد لائحة الاسعار باحثا عما يناسبه منها كانما يتفحص سلعة في سوق النخاسة.
استخدام مفردة( شراء) لوصف التعاقد مع عاملة منزلية فيه اثراء لثقافة الاستعلاء والاستعباد للبشر وتعيدنا عقودا وعقودا الى الوراء . الى زمن كان فيه الانسان سلعة تباع وتشترى علنا بابخس الاثمان. الى زمن جاء الاسلام ليغير عاداته وينقله من الجاهلية الى الاسلام والى الحضارة والانسانية.
قد يفند البعض قائلا ان تجارة الرقيق استمرت في العالم الى عصر قريب وهذا امر صحيح . لكن كون تلك العادة قد بقيت بعد ظهور الاسلام لايعني ان الاسلام قد اقرها. بل على العكس تماما، فقد جاء الاسلام ليجب تلك العادات والتقاليد وذلك يظهر جليا في الايات القرانية التي تحث على اعتاق الرقاب والابتعاد عن الرق والاسترقاق وجعل عتق الرقبة من الفضائل التي يتقرب بها الى الخالق سبحانه كما جاء في قوله تعالى في سورة البلد”وما ادراك مالعقبة* فك رقبة* او اطعام في يوم ذي مسغبة”. هذه الاية وغيرها من الايات التي جاءت للحث على عتق الرقاب هي دليل واضح على محاربة الاسلام للرق والاستعباد ونشره للانسانية والعدالة والمساواة بين بني البشر.
ان استرقاق البشر قد ياتي على شكل مفردة . فالبيع والشراء هو ذاته الاسترقاق والاستعباد . لذلك علينا كمجتمع يسعى للتحضر والتحلي بالاسلام الذي ندعي فهمه وتطبيقه والعمل به ان نتجنب استخدام مفردات كهذه ولو على سبيل المزاح .واستبدالها بمفردات اخرى كالتعاقد او الاستعانة بالخدمات. فهذه المصطلحات تنم على الاحترام للطرفين وتحفظ كرامة الانسان وكيانه. فنحن لانشتري الخادمة بل نستعين بها لمساعدتنا في تنظيم شؤون منازلنا لا اكثر. وهي موظفة لها احترامها وعزتها التي يجب الا تمس .