كتاب أخبارنا

الجوائز أهم من المسافرين ..!!

 

عند بوابة المغادرة وفي انتظار رحلة متوجهه إلى ذلك المطار “المنحوس” (مطار منطقة حدودية تحصد أعلى نسبة لعدد المرضى بالسرطان)، التقى (يحيى – قادما من كوريا الجنوبية لزيارة أهله)، و(علي – طفل مصاب بالسرطان عائدا ووالديه من مستشفى مرجعي في الرياض)، وماهي إلا دقائق حتى وصلتهم رسالة بتأجيل رحلتهم من 05:30 فجرا إلى 09:00 صباحا؛ ثم إلى الظهر؛ ثم ألغيت الرحلة نهائيا، وبعد 9 ساعات منذ وصولهم لمطار الرياض قال لهم المشرف التنفيذي (سبب الإلغاء الظروف الجوية وليس لدينا مانقدمه لكم سوى الحجز على أقرب مطار أو الإنتظار إلى يوم الغد وقد نجد لكم مقاعدا وقد لا نجد).

 

وللتعديل لأقرب مطار فعلى والد علي أن يدفع مبلغ 3500 ريال لأن المقاعد المتوفره فقط على درجة رجال الأعمال، فكان الحل الأرخص أن يستأجر سيارة صغيرة ب 200 ريال + 600 رسوم للسطحة التي ستعيدها إلى الرياض+ 200 ريال لشقة يستأجرها في وسط الرحلة ليستريح هو وابنه الذي ترافقه اسطوانة الاوكسجين وأدوية لابد أن تكون في ثلاجة، وبعد الاستراحة يواصل رحلته البرية إلى منطقته التي تبعد 1000 كيلومتر عن الرياض، ولم يكن من (الناقل الوطني) أو هيئة الطيران المدني تقديرا لإنسانية هذا المريض أو والديه، أن يتم إعطائه أي تسهيلات كالتعاقد مع مكاتب توفر سيارات مريحة بلا رسوم إضافية، أو توفير باصات تنقل الحالات المشابهة إلى مناطقهم، أو على الأقل أن يكون تغيير رحلتهم إلى أقرب مطار بنفس سعر التذكرة مهما كانت الدرجة المتوفرة.

 

أما يحيى فقد عاد إلى مكتب الخطوط الخليجية التي كان قادما عبرها، وأخبرهم بما حدث وأنهم من حجزوا له على هذه الرحلة المواصلة بحكم أنهم في تحالف واحد مع هذا (الناقل الوطني)، فوفروا له فندق فاخر وسيارة تنقله من وإلى المطار حتى أقلعت هذه الرحلة أخيرا بعد يومين من الإلغاء، بسبب أنه يتعامل مع شركات همها راحة وسلامة المسافر وليس التخلص منه.

 

فإن كتب الله عليك أن يكون سفرك من أو إلى هذا المطار “المنحوس” ، فلابد أن يكون لك “Plan B”، لأن هذا المطار ألغي منه وإليه عشرات الرحلات المجدولة خلال الشهرين الماضيين فقط، بسبب توقعات نشاط في الرياح الجوية، ولم تصدق تلك التوقعات إلا قليلا، لذا فهذا (الناقل الوطني) يلغي رحلاته بينما قد تعمل رحلات الخطوط الأخرى فقط كي يبقى محافظا على نسبة السلامة والمسافرين وما سيحدث لسلامتهم بعد هذا الإلغاء “بالطقاق”، لأن الناقلات الجوية المحلية الأخرى تبحث عن “العملية” في خدمة المسافرين و لعلمها أن الحل الوحيد للحصول على 100% في درجة الأمان والسلامة في أي عمل، هو التوقف عن العمل نهائيا، أما من يعمل فلابد أن يواجه مخاطر تشغيلية.

 

فالسؤال هنا: ألم يحق على هيئة الطيران المدني أن تكلف نفسها بدراسة وضع الإلغاء المتلاحق دائما وأبدا على هذا المطار، وإيجاد الحلول على الأقل بتغيير أوقات هذه الرحلات من فترة آخر الصباح والظهيرة التي تنشط بها الرياح إلى فترات أخرى في المساء وإن كان عذر هيئة الطيران من عدم التشغيل الليلي لهذا المطار، بسبب مخاوف أمنية، فهذا المطار لم يتعرض لمسببات المخاوف الأمنية طوال تشغيله كما تعرض مطار أبها على سبيل المثال والذي تعرض لعدة محاولات فاشلة ولا تمضي سوى ساعات حتى يتم تشغيله مجددا بل وعاد إليه التشغيل الليلي، وهو ليس بحاجته كما يحتاجه هذا المطار الذي لا يعمل بالليل ولا بالنهار، فقط “أراقوزه” كلفت خزينة الدولة مئات الملايين والنتيجة جودة تشغيل رديئة بين إهمال هيئة الطيران المدني، ومعايير (الناقل الجوي) التي جعلت (الجوائز أهم من المسافرين).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى