كتاب أخبارنا

الثالوث الخطير والذكرى الواحدة والتسعين..!

 

هذه الواحدة والتسعين من ذكرى توحيد الوطن الرؤوم لها هذا العام طعم ولون ورائحة مختلفة،يشعر بها كل مواطن حرٍ،مخلصٍ،شريف،يحب وطنه طبعًا وجبلة وليس تطبعاً ورياءً ونفاقًا.

إحدى وتسعين سنة،ركضها-بلا كلل ولا ملل-وطن أبيٌّ لايشيخ أبداً..إحدى وتسعين سنة من العواصف والكوارث السياسية والاقتصادية والإجتماعية والصحية،خرج منها وطننا الشامخ سالمًا غانمًا معافى معانقاً عنان السماء.

إحدى وتسعين سنة من تكالب أعداء الداخل والخارج عليه من كل حدب وصوب،ومع ذلك جعلهم كعصفٍ مأكول وإنطلق ليتبوأ مكانته اللائقة بين الأمم الحيّة العظيمة.

إحدى وتسعين سنة ونحن نحِنُ إليه وفيه”حنين الإبل إلى أعطانها” كما قال الجاحظ…إحدى وتسعين سنة ونحن وإياك أيها الوطن العملاق كما قال الشاعر:-
“إذا ما ذكرت الثَّغر فاضت مدامعي
وأضحى فؤادي نُهبةً للهماهمِ
حنيناً إلى أرضٍ بها اخضرَّ شاربي
وحُلَّت بها عنِّي عقود التمائمِ
وألطف قومٍ بالفتى أهل أرضه
وأرعاهم للمرء حقَّ التقادمِ”.

كان العالم فيما مضى يحاول القضاء على الثالوث الخطير الذي رزحت تحته كثير من الشعوب وهو الفقر والمرض والجهل،وقد قطعت معظم الدول مشوارًا كبيرًا في القضاء على هذه الآفات بما في ذلك مجتمعنا السعودي الذي سبق العديد من دول العالم في هذا الجانب في فترة وجيزة أشبه ما تكون بالمعجزة.

الآن نحتفل بإحدى وتسعين سنة ونحن ووطننا الصبور قد قطعنا مراحل مهمة جدًا ومازلنا في مكافحة الثالوث الخطير الآخر:التكفير ،والتطرف،والفساد المالي والإداري،ومازال الطريق أمام كلينا طويلًا لإضاءة الزوايا المعتمة القليلة المتبقية هنا وهناك،وتطهير المجتمع من بعض الطفيليات المختبئة التي تحاول أن تتموضع وتعيد ترتيب نفسها بطرق أخرى وأشكال متعدده لتنقض من جديد على الإنجازات المتحققة،ولكن هيهات،فدون ذلك خرط القتاد!!

اليوم ومجتمعنا يقفز قفزات هائلة نحو القمم في معظم مناحي الحياة نتذكر تلك الأيام الكالحة من تاريخ مجتمعنا التي ولت-بإذن الله-من غير رجعة،عندما كنا نعتقد أن هذا الثالوث الخطير المدمر لأي مجتمع، المتمثل في التكفير والتطرف والفساد لا يمكن أن يُمَس أو أن يُقترب منه أحد أو يُحاسب أو يُساءل بأي صورة أو شكل من الأشكال،ولكن الوضع-والحمدلله- إختلف الآن مع الرؤية المباركة ومع القادة الأفذاذ الذين يصنعون الفرق في حياة شعوبهم كالملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان حفظهما الله.

إختلف الوضع الآن مع إصرار الشعب السعودي على نبذ كل ما من شأنه أن يعيق تقدم مجتمعنا وتطلعاته المشروعة نحو غدٍ أفضل…الآن عاد المجتمع لوضعه الطبيعي وشعر الجميع بالهدوء والسكينة والإطمئنان وطعم السعادة كما لم يشعروا بها من قبل أبداً وهذا من فضل ربي..كل عام ووطننا بخير….ويا بلادي واصلي…..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى