“لمن يريد أن يعرف، حاجة يتيم يتذكر بأن والده متوفي فلا يجد سبيل سوى التعبير من خلال دمعة تنساب وجعا وكمدا على حاله لا تساوي شيء أمام مسيرة أيام من نجران إلى الرياض وأمام مواجهة أهوال الصحراء وخطورة الليل.”
لي مالت الدنيا وقفت بأبينا … فالحول حول الله وحنا عبيده
مال اليتيم الي ضعيفا حزينا … إلا البكاء ويكفكف الدمع بأيده
يرجي من الله بعد شدته لينا … والجود لأهل الجود فرصة سعيده
حب الأوطان من وفاء الرجال كما يردد الحكماء وإلا إن من أسهل ما يمكننا أن نفعله أن نهاجر إلى تلك الأماكن التي نعتقد بأنها تحقق تطلعاتنا الدنيوية، بلدان نجد فيها الكثير مما نريد ونرغب ولكن العاقل يتهم توجهاته في الغالب من خلال “وبأي عقل اختار وبأي مشيئة أريد؟
بأي مشيئة عمرو بن هند؟ ربما تريد شيء فيه هلاكك، كما فعل أحد حكام الدولة الحميرية عندما خرج في الصيد وطاردت خيله ورجاله حمار وحشي أبى إلا أن يأكل كبده، وعندما أكلها وهي حارة قتلته..
نعم يجب أن أكون متجرد من كل رغبات أرضية وأحقاد شخصية وأفكار سوداوية، أن أكون المؤمن المتيقن لتكون إرادتي هي الشيء الذي فيه نجاتي.
ما تغرس اليوم من بذرة تحصدها غدا، أو يجدها من هو أحب لك من نفسك، فليكن غرسك على قدر محبتك لما سيئول إليه أمرك أو أمر من تحب. قبل سنوات كتبت “لا يموت المؤمن وفي رصيده مائة ألف” ليس زهدا في الدنيا ولا أفكر في الأمر بفكر ديني صرف، بل إنه عقلية الاستثمار، استثمر في يومك لأجل مستقبلك.
إيلون ماسك رائد الأعمال والأسطورة التجارية والفكرية والإبداعية صاحب أكبر المشاريع التقنية الجبارة مثل تسلا وصواريخ الفضاء التي تذهب وتعود سبيس أكس وشركة نيرول لينك لربط العقل البشري بالآلة ونسخ الذاكرة البشرية يستثمر الآن في مرحلة ما بعد التقاعد بأنه يؤمن أسرته وأطفاله ومن ثم يبدأ في السفر والعيش بقية حياته في المريخ.
لماذا لم يكنز المال؟
في أغلب وسط الكتاب والمثقفين ومن يدعون الثقافة يرون بأن إشهار حب الوطنية منقصة وبأن محاولة المعارضة أو نقد الحكومة شيء من الفكر والثقافة، بالنسبة لي فلست بالراضي عن أشياء عدة ومنها الفساد وحاربته ولكن هذا لن يمنعني من تمثيل حب وطني والملك وولي العهد في اليوم الوطني بالمشي على الأقدام من نجران إلى الرياض.
كذلك أرى بأن قمة الوطنية أن تنفع وتساعد من يحتاج المنفعة والمساعدة من أبناء وطنك، لأن الوطن أبعاد متكاملة هي الأرض والإنسان والتاريخ والمستقبل والقيادة والفكر.
التغطية مستمرة والكتابة، وكذلك كتابة كتاب يتحدث عن قصة شآبيب والعمل الخير والتطوعي مستمر وتوثيق للأحداث ومواجهة الصحراء، شكرا كل من ساهم ودعم وساند سيكون كما يليق بهم في ختام هذه الرحلة إن شاء الله.
بعد مسيرة ثلاثة أيام وفي أول منطقة قدرنا أن نصل للكهرباء كتبت لكم.
ابن عايض صالح ومرافقه مبارك مسفر آل مخلص
الله يوفقه ..كل كلمه أروع من سابقتها