اثر الموجة المتزايدة التي تطالب بالتحرر واسقاط الولاية والتي لاتزال حتى الان مستمرة في انحاء المملكة الحبيبة تحت هاشتاق #اسقاط_الولاية احببت ان اخرج عن صمتى المتعمد فيما يخص الولاية وما اعتقد بشانها وللقارئ الكريم تفنيدي ان اخطات.
الولاية هي منصب شرعي مضاف اليه بعض الترسبات العرفية .اي انه جزئيا شرعي وجزئيا مستمد من العادات والتقاليد لذا نجد انه يختلف باختلاف الزمان والمكان والبيئة الاجتماعية المحيطه. فنجد ولاة الامر(واقصد هنا من الناحية الاسرية)في بعض المناطق يسرفون في السيطرة على من هم تحت وصايتهم ورعايتهم _كونهم رعاة مسؤولون بينما هم في مناطق اخرى اقل تشددا وهذا كما اسلفنا يعتمد على ثقافة المنطقه وميلها اما للمدنيه او القبليه او الريفية فلكل بيئة طبيعتها. فهل تلغى الولاية في جميع هذه المناطق على حد سواء؟
المناداة باسقاط الولاية تنطوي في مطالبها على طلب الحرية . والمشكلة العظمى في فهم الافراد للحريه . فالبعض يرى الحرية مرادفا للانحلال الاخلاقي والبعض يراها حرية فكرية والبعض الاخر يعتقد بانها القدرة على ادارة الشؤون الشخصية دون تدخل او مساعدة من الاخرين بينما الحرية حقا هي القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة والمسؤولة في اكثر الظروف صعوبة فهل لدى جميع الراغبات في الحرية هذا القدر من النضج العقلي ؟
انا لست بصدد انتقاد المطالبات بالحرية بل على العكس ارى ان لدى البعض منهن الحق في البحث عن فرصة للتخلص من بعض الاولياء الظالمين الذين يستغلون هذا التكليف لتعذيب من هن تحت رعايتهم وسلبهن ابسط حقوقهن الانسانية. انما انا بصدد البحث عن اجابة لسؤال يطرح نفسه :هل مجتمعنا مهيء لمثل هذا القرار؟
اسقاط الولاية من شانه زيادة الاعباء والمسؤوليات على الاهالي. فعليهم تثقيف بناتهم ،وتربيتهن، وتعليمهن الصواب من الخطا، وتعليمهن الاعتماد على النفس في اصعب الظروف، والقدرة على التغلب على المشكلات، واتخاذ القرارات وغير ذلك من الامور التي تقتضيها تحمل المسؤوليه الذاتيه منها والغيرية. فهل لدى الولاة الاستعداد لذلك؟ام انهم يفضلون اغلاق الباب الذي تاتي منه الريح ؟
واخيرا وليس اخرا، طلب اسقاط الولاية يجب ان لايكون مطلبا عاما بل هو خاص بمن يرزحن تحت وطأة ولي جائر .وعلى من تطلب اسقاط الولاية ان تكون مؤهلة لتحمل المسؤولية التي تطلب ان تناط بها والا فالمؤسسات الحكومية عليها ان تتحمل مسؤوليتها كاملة كولي امر للمواطنات جميعا.
