إلى : صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن بن مساعد – أمير منطقة نجران

على الرغم من استمرار سقوط المقذوفات من الأراضي اليمنية بالقرب من مبنى إمارة منطقة نجران إلا أن ذلك لم يؤخرك عن تأديتك لمهامك من داخل الإمارة ولا خارجها في التوجيه والمتابعة والتعزية والمواساة.ولعلي أذكرك يا سمو الأمير بكلماتك الأصيلة التي حدثتني بها أثناء زيارتي لك في مكتبك حين قلت: “أتاك مسؤول في الإمارة يستأذنك في الحصول على إجازة مع بداية الحرب ، فقلتٓ لهُ: سأوافق لك على الإجازة ولكن لا تفكر في الرجوع إلى نجران ، لأن من يغادر نجران في هذه الأيام لا يستحق أن يرجع إليها”.
سمو الأمير: مضى عام ونصف تقريباً على بداية الحرب ولقد سقطت الآلآف من صواريخ ومقذوفات الميليشيات الحوثية ونتج عنها استشهاد وإصابات العشرات من المواطنين والمقيمين والممتلكات ونسأل الله تعالى أن يغفر لهم وينزلهم منزلة الشهداء،ويشفي المصابين،ويعوض كل من فقد شيئاً من ماله أو ولده خيراً منه.وهذا لن يزيدنا إلا صموداً وثباتاً،وإننا لنفخر بكلمات سموك التي دائماً ما ترددها عن نجران وأهلها:”جبال نجران راسية وأهالي نجران أرسى من جبالها”.
سمو الأمير: عندما سُئل سمو ولي ولي العهد عن انتهاء الحرب فأجاب :”لا يمكن لأحد أن يتوقع مثل هذا الأمر في الحروب،من أكبر قائد إلى أصغر قائد،فلا أحد يستطيع توقع ذلك”
ماجعلني أستشهد بكلام سموه أن ثمة العديد من المصالح في منطقة نجران تأثرت تأثراً كبيراً نتيجةً لتلك المقدوفات، لعل من أهمها:
١- المطار: قبل الحديث عن ذلك نشكر “الخطوط السعودية” التي أدركت مسؤوليتها عندما قامت بتشغيل طائرات محطة نجران من محطة أبها وتم التعاقد مع أسطول كبير من الحافلات في رحلات منتظمة من نجران إلى أبها ذهاباً وعودة يومياً للمغادرين والقادمين.
وبالنسبة لتشغيل مطار نجران سنكون أكثر عقلانية ولن نطالب بفتح المطار ، لأن في ذلك مخاطر عظيمة على سلامة وأمن الطيران المدني والركاب، ولكننا نأمل من سموكم الكريم المطالبة بتوفير مطار مدني بديل يخضع للأنظمة الدولية في مكان بعيد عن مسار واتجاه المقذوفات العشوائية ، حيث أن إنشاء مثل هذا المطار سيقلل المعاناة التي لا تخفى على سموكم، وسيزيد من قوة وجاهزية المنطقة وأهلها للحالات الطارئة في المستقبل لا سمح الله خاصةً وأنها منطقة حدودية.
وإذا تعثر إنشاء ذلك المطار – مع إيماننا بأن ولاة الأمر لن يتأخروا بالموافقة على ذلك – فما رأي سموكم الكريم في نقل الركاب المرضى والمحتاجين والحالات الطارئة من المدنيين والعسكريين والبريد عن طريق طائرات C130 – طائرات النقل الخاصة بالجيش- كرحلة واحدة يومياً على الأقل لكل وجهة (الرياض -جدة-الدمام).
٢- المدارس: نشكر منسوبي تعليم نجران على إدارتهم لأزمة العام الماضي وذلك حسب الإمكانات المتوفرة لديهم ، فعلى الرغم مما تم تقديمه من بدائل تعليمية خلال الثلاثة الفصول الدراسية الماضية إلا أنه يوجد تدنٍّ كبير وخطير في مستوى أبنائنا وبناتنا التعليمي وقدراتهم العقلية خاصة المرحلة الإبتدائية ، ولضمان الوصول لحلول واقعية فإننا نقترح على إدارة تعليم نجران ما يلي:
١.تنظيم ورش عمل تضم مجموعة من أطياف المجتمع – المسؤولين والتربويين وأولياء الأمور والطلاب – ويجب الإعلان عن عقد تلك الورش لإتاحة الفرصة أمام الراغبين في المشاركة.
٢.عقد ورش عمل افتراضية على مواقع التواصل الإجتماعي لطرح الأفكار والحلول التي تضمن استمرار الدراسة بطريقة فاعلة وآمنة… “فمن شاور الناس فقد شاركهم في عقولهم”.
٣- العمالة الأجنبية:
هناك بعض المؤسسات التجارية فقدت العديد من عمالتها الفنية المدربة حيث سافروا لبلادهم خوفاً من خطر المقذوفات وهذا أمر طبيعي جداً ، فكلنا أمل في سموكم بتوجيه مكتب العمل في نجران بمنح تلك المؤسسات والشركات تأشيرات تعويضية ليتمكنوا من استقدام العمالة التي تضمن استمرار مزاولة أنشطتهم الإقتصادية.
٤- الرياديين:
وهؤلاء أبناؤنا الذين استفادوا من قروض بنك التسليف لمزاولة العمل الحر ، ولكنهم تضرروا من الحالة الاقتصادية التي مرت بها المنطقة ولا تزال تعاني منها إلى الآن مما جعل بعضهم يخرج من السوق مضطراً مخلفاً وراءه الخسائر وأقساط بنك التسليف،فأبناؤك يا سمو الأمير يطالبونك بمخاطبة بنك التسليف لتأجيل سداد الأقساط إلى ما بعد انتهاء الأزمة ، لأن عدم سدادهم سيؤدي للرفع بأسمائهم لنظام “سمة” وبعض الحالات يتم فيها إيقاف الخدمات وهذا سيشل حركتهم وحساباتهم المالية.
سمو الأمير : صبرنا وسنصبر لأن تراب الوطن يستحق منا ذلك وأكثر.
سمو الأمير:هذه بعض مطالبنا طرحناها بين يديكم الوفية والحانية وقدمنا مجموعةً من الحلول والخيارات، ومن حقنا تلبيتها لتخف وطأة المعاناة التي نعيشها، ولن نناشد الملك ولا ولي العهد ولا ولي ولي العهد بتنفيذ تلك المطالب، لأنك منهم ولأننا واثقون بأنك واحدٌ منا وأنك صوتنا المسموع عند ولاة الأمر حفظكم الله جميعاً… وواثقون كذلك بأنك ستخاطب كل وزير ومسؤول لتقديم ما في حقيبة وزاراتهم وإداراتهم لخدمة سكان منطقة نجران في هذه الظروف لأنهم يستحقون ذلك … ومن المفترض بعد مضي عام ونصف أن الجهات المعنية بتقديم تلك الخدمات أصبحت كحارس المزرعة الذي قال مقولته المشهورة قبل أن يخلد لنومه ” أنا من ينام عندما تهب العاصفة”
إبراهيم اليامي
@Almushref99
Tel:0504568611