كتاب أخبارنا

نجران والفن التشكيلي

الفنون، مرايا الطبيعة الانسانية على اختلاف انواعها،، هي من اهم مظاهر تقدم المجتمع ورقية. فعندما نحاول التعرف الى مجتمع ما فاننا نبحث عن نتاجاته الفنيه. ونطلق على العلوم المرتبطه بالفنون العلوم الانسانية لانها تهدف الى نماء الانسان وتدرس اوجه هذا النمو.
لو نظرنا الى الفن التشكيلي كونه احد ارقى فروع الفن نجد انه سجل مصور للتاريخ الانساني في شتى عصورة ففيه تتحدث الالوان باختصار عما قد تسهب الكتب في سردة. ويجتهد الفنان ليوصل رسالته التي يتلقاها المتذوق حسب خلفيته الثقافيه ومستواه العلمي والانساني.
ومع النهضة الفنية التي تشهدها البلاد مؤخرا والمتثلة في انشاء عدد من الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية الداعمة للفن والفنانين. فاننا نشهد تزايدا ملحوظا في اعداد الفنانين والفنانات اللذين حملتهم موهبتهم على البحث والاستزاده والمشاركه فيما يطرح من دورات ومسابقات داخل وخارج المنطقه. ولكن هذه المسابقات لاتتناسب جميعها ومستوى الفن وفحواه وهدفه.
ففي المسابقة التى اقيمت مؤخرا تحت عنوان ملحمة الاخدود تجلت لدينا ظاهرة غير حضارية الا وهي الاستهتار بما يعنيه الفن التشكيلي وما يهدف اليه مسابقة بدات بانتقاء موضوع جيد وانتهت بتخبط واضح في التقييم وفي اعلان النتائج .
فكما هو المفترض في جميع المسابقات الخاصة بتقييم الفنون ، كان لابد من اختيار لجنة تحكيم حيادية وذات خبرة في الفن التشكيلي وهذا ما اعلن عنه في بداية المسابقة . الا ان المتسابقين فوجئوا بطرح رسوماتهم للاستفتاء على التويتر ضمن مجموعات وهذا بحد ذاته اسلوب يخلوا من الاحترافية في تحكيم الفنون التشكيليه. وبعد ان طرحت اللوحات للتصويت واختيرت اربع لوحات للمنافسة النهائية،فوجيء المتسابقون مرة اخرى بالغاء نتائج التصويت والاعتماد على ما اسموه بلجنة التحكيم التي لم يعلن عن اسماء اعضائها الا بعد انتهاء المسابقة بشكل مفاجيء وغير منظم .

 

فلم هذا الاستهار بالفن والفنانين. اولم يكن حريا بمنظمي المسابقة اتباع اسلوب واضح في تحكيمها بدل التخبط بين التصويت وقرار اللجنه المزعومه.
هذا التخبط الذي حمل بعض المتسابقين على الانسحاب من المسابقة بسبب انعدام الثقة واثار حفيظة بعضهم الاخر. فكيف لهؤلاء الفنانين ان يثقوا بمسابقة بعد ذلك وهل سيتمكنون من المشاركة في مسابقات اخرى بعد هذه التجربة اللااحترافية والتي تعكس مستوى الفن التشكيلي في المنطقة.
واخيرا وليس اخرا. الفن التشكيلي يحتاج الى رعاية والى متذوقين وليس الى قرعة او تصويت معتمد على (الفزعة) . الفن مرآة المجتمع والاستهتار به من شانه شرخ هذه المرآه بل وكسرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى