كتاب أخبارنا

أخ بالأحلام ..!

 

في يومٍ ما
كنت بالادارة المناوبة وكانت الساعه تشير إلى الثانيه بعد منتصف الليل
وكنت مع أحد الزملاء في مكتبه
ورن جوال العمل ..
ألو ….
هلا…
لدينا مريض كبير بالسن في الغرفه رقم … لانعلم ماذا يريد…..!
توجهنا إليه سوياً انا والموظف المختص
كان زميلي ذو خبرة وامكانيه عاليه في التعامل مع المرضى ومشاكلهم ( ولكنه بتلك الليله لم يكن سوى شاهد لا أكثر )
دخلنا عليه وعرّفنا بأنفسنا ولم ينظر إلينا مباشره بل ينظر لأقدامه الممده امامه على ذلك السرير الأبيض…
اخبرني زميلي ان الشايب يبكي وان دموعه مبلله وجهه
اقتربت منه وإذا به بالفعل يبكي
جلسنا على اطراف سريره لنجبر خاطره الذي لن يُجبر
وأنا اتساءل مالذي جعل رجل بهذا العمر يبكي …!
سألته هل أستدعي لك الطبيب ؟
فقال لي …
لي بضعة أيام لم يزرني أحد ..
لم أعد اتحمل الجلوس هنا
وأريد الخروج من هذا المكان
أخبره زميلي أنه لايمكن خروجه لأن حالته غير مستقره
فقال لن أجلس لوحدي
طلبت منه رقم أحدٍ من أبناءه أو أحفاده
فقال لا اريد إلا فلان أخي
إبن أمي وأبي هو من يشاكيني و هو وحده يعلم ما أريد
وعندما سألت عن أخيه
إذا هو أكبر منه وطاعن بالسن ولا يقوى على القيام
خرجنا من عنده ولا إجابه لطلبه
إنتقل الشايب لجوار ربه
وأنتقل أخوه قبل فتره
وهو لا يعلم أن حلم أخيه هو الجلوس والحديث معه
الأخ نعمه إلهيه لا يعرفها سوى من يفقدها
مهما كان لك من الأصدقاء والأبناء والأقرباء
فإن أخيك في المقام الأول

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى